تأخر صدور التقرير الاقتصادي العربي الموحد، الذي تشارك في إعداده الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وصندوق النقد العربي ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، الى أواخر كانون الاول ديسمبر الماضي، وهو يشمل نتائج الأوضاع الاقتصادية في دول العالم العربي، في شكل موحد، للعام 2006. ويذكر في التطورات الحاصلة في مجال النفط والطاقة ان الطلب العالمي اليومي على النفط بلغ 84.8 مليون برميل، وان الاكتشافات الجديدة لم تعوّض أكثر من ربع الاستهلاك. وان الدول العربية شهدت نشاطاً استكشافياً واسعاً وحققت ما لا يقل عن 88 اكتشافاً توزعت بين 39 اكتشافاً نفطياً و49 غازياً. وزاد الاحتياط العالمي المؤكد من النفط فبلغ 1160.8 بليون برميل وفي الدول العربية 668.2 بليون برميل. واتسمت سوق النفط العالمية خلال عام 2006 باستمرار ارتفاع الأسعار الى مستويات قياسية، ويعزى ذلك الى تضافر عوامل منها ما يتعلق بأساسيات السوق العرض والطلب، ومنها ما يرتبط بالتوترات التي شهدتها مناطق انتاج رئيسة إضافة الى الاختناقات في طاقات التكرير، والمضاربات في الأسواق المستقبلية للنفط. وساهم ارتفاع الأسعار في التوسع الملحوظ في نشاط الاستشكاف والبحث عن احتياطات جديدة خلال العام، ما أدى الى تحقيق زيادات طفيفة للاحتياطات العالمية المؤكدة من النفط الخام والغاز الطبيعي في نهاية 2006. وتميز عام 2006 أيضاً بوصول إجمالي الإمدادات النفطية العالمية نفط خام ومكثفات وسوائل الغاز الطبيعي الى مستوى قياسي وهو 84.8 مليون برميل/ يوم، وصاحب معدلات النمو المرتفعة في الاقتصاد العالمي ارتفاع في الطلب العالمي على مصادر الطاقة المختلفة ليصل الى 217 مليون برميل مكافئ نفط يومياً، شكل الطلب على النفط نحو 35.8 في المئة منه، يليه الفحم بنسبة 28.4 في المئة، ثم الغاز الطبيعي بنسبة 23.7 في المئة، والنسبة المتبقية مصادر أخرى. أما على المستوى العربي، فشهدت الدول العربية نشاطاً استكشافياً واسعاً في 2006 أدى الى تحقيق عدد كبيرمن الاكتشافات النفطية والغازية، ما ساهم في ارتفاع تقديرات الاحتياط المؤكد من النفط والغاز الطبيعي في الدول العربية. وحافظ انتاج الدول العربية من النفط الخام على وتيرة الارتفاع، ليستأثر بنحو 31.7 في المئة من إجمالي الانتاج العالمي. وشكلت كميات الغاز المسوق في الدول العربية 12.5 في المئة من الإجمالي. وتزايد استهلاك الطاقة في الدول العربية بمعدل 6.8 في المئة خلال عام 2006، ولا يزال النفط المصدر الأساس الأول لتلبية متطلبات الطاقة عربياً، حيث شكل 53.6 في المئة من إجمالي الاحتياجات. وشهدت أسعار نفوط التصدير الرئيسة في الدول العربية ارتفاعاً في مستوياتها خلال 2006 بنسب متفاوتة راوحت بين 20 و24 في المئة، وساهم الارتفاع في الأسعار المقرون بارتفاع انتاج النفط الخام في الدول العربية في زيادة ملحوظة لقيمة صادراتها النفطية. الوضع العام للاستشكاف والاحتياطات وأدى استمرار الطلب المتزايد على النفط والغاز، والارتفاع النسبي في الأسعار، الى تنشيط قطاع الاستكشاف على المستوى العالمي في البحث عن احتياطات جديدة في مناطق يصعب الوصول اليها، مثل المياه العميقة جداً والمناطق النائية. وازداد عدد الفرق العاملة في المسح الزلزالي عالمياً بنسبة 7.8 في المئة، إضافة الى زيادة عدد الحفارات العاملة بنسبة 10.8 في المئة مقارنة بعام 2005. وكان يتوقع أن تساهم زيادة هذا النشاط في دعم احتياطات النفط والغاز باكتشاف الجديد منها لتعويض المستنزف نتيجة للانتاج المتزايد، علاوة على رفع الطاقة الانتاجية. إلا أن عام 2006 لم يشهد زيادة كبيرة في احتياطات النفط والغاز الطبيعي، ما أدى الى تراجع نسبة التعويض عن النفط المنتج. وتشير نتائج الاكتشافات الى زيادة في عدد الحقول والتراكيب المكتشفة إلا أن أحجامها تقل باطراد، وأن الاحتياطات الجديدة التي نجمت عنها خلال العام لم تغط سوى 15 في المئة الى 25 في المئة من الكميات المنتجة. النشاط الاستكشافي وشهدت عمليات بالمسح الزلزالي، عام 2006 توظيف استثمارات كبيرة على صعيد العمق البحري وتطوير هذا النشاط ودعمه بتقنيات حديثة فهو يتطلب معدات خاصة مقارنة بالمسح على اليابسة. واستمر تزايد نشاط المسح الزلزالي في 2006 في معظم مناطق العالم مقارنة بعام 2005، فازداد عدد الفرق العاملة من 232 الى 250 فرقة أي بارتفاع 7.8 في المئة. أما في ما يخص نشاط الحفر الاستكشافي والتطويري، فشهد عام 2006 زيادة في معظم مناطق العالم، اذ ارتفع عدد الحفارات العاملة 10.8 في المئة ليصل الى 3043 حفارة. وعلى المستوى العربي، شهدت المنطقة نشاطاً استكشافياً واسعاً، على اليابسة وفي المغمورة، ادى الى تحقيق اكتشافات جديدة تؤكد انها لا تزال واعدة من حيث الامكانات الكامنة. وأدت النشاطات الاستكشافية الى تحقيق ما لا يقل عن 88 اكتشافاً جديداً في الدول العربية خلال عام 2006 منها 39 اكتشافاً نفطياً و49 اكتشافاً غازياً، في مقابل 73 اكتشافاً في 2005، منها 57 اكتشافاً نفطياً، و16 اكتشافاً غازياً. ومن بين الاكتشافات الجديدة نذكر على سبيل المثال لا الحصر، الاكتشاف الغازي مدركة 3 وزاملة-1 في المنطقة الشرقية في السعودية، واكتشاف جديد لحقل غازي في المياه الاقليمية السعودية في الخليج، والاكتشاف النفطي في حوض مرزق جنوب غرب ليبيا واكتشافات للغاز الحر في حقلي أم نقا والصابرية في الكويت، والاكتشافات النفطية في خليج السويس وامتياز بدر الدين وامتياز البحرية شمال الصحراء في مصر. إضافة الى اكتشافات احتياطات نفطية وغازية في حوض بركين في الصحراء الجزائرية، علماً ان عدد الاكتشافات المعلن عنها خلال الشهور الأربعة الأولى من عام 2006 في الجزائر يفوق عدد الاكتشافات المحققة في عام 2005. وشهد هذا العام أيضاً نشاطاً استكشافياً مكثفاً في عمان تحقق من خلاله أربعة اكتشافات جديدة في الشمال بحقلي أفق ودفقن وفي الجنوب بحقلي سخية ومعمور الواقع في الجنوب الغربي من البلاد، وفي اليمن نذكر الاكتشاف النفطي في بئر جثمة في منطقة تطوير شرق شبوه. وازدادت تقديرات الاحتياط العالمي المؤكد من النفط الخام في نهاية عام 2006، فبلغت نحو 1160.8 بليون برميل في مقابل 1153.9 بليون برميل في 2005، وبزيادة 0.6 في المئة. أما الدول العربية فشهدت تقديرات الاحتياطات المؤكدة من النفط الخام ارتفاعاً في مستوياتها في نهاية 2006، بحوالى 3.6 بليون برميل، وبنسبة 0.5 في المئة لتصل الى حوالى 668.2 بليون برميل. وعلى صعيد الدول العربية فرادى، ازدادت تقديرات احتياط السودان المؤكدة من النفط الخام من حوالي 0.9 بليون برميل في عام 2005 الى 5 بلايين برميل في نهاية 2006، وارتفعت تقديرات عمان من 5 بلايين برميل عام 2005 الى 5.4 بليون برميل في نهاية 2006، وفي المقابل تراجعت تقديرات احتياط اليمن من 4 بلايين برميل لعام 2005 الى 3 بلايين برميل في نهاية 2006. يذكر ان نسبة حوالى 93 في المئة من الاحتياطات المؤكدة من النفط الخام في الدول العربية تتركز في خمس دول هي: السعودية بحصة 39.6 في المئة، العراق بنسبة 17.2 في المئة، الكويت بنسبة 15.2 في المئة، الإمارات بنسبة 14.6 في المئة وليبيا بحصة 6.2 في المئة. وشكلت احتياطات الدول العربية 57.6 في المئة من إجمالي الاحتياط العالمي من النفط الخام في نهاية 2006. أما تقديرات احتياط الغاز الطبيعي العربي، فارتفعت 79 بليون متر مكعب لتصل الى حوالى 53.7 تريليون متر مكعب في نهاية 2006، مقابل حوالى 53.6 تريليون متر مكعب في 2005 محققة بزيادة 0.1 في المئة. وساهدت في الزيادة كل من مصر 53 بليون متر مكعب، والإمارات بنحو 13 بليون متر مكعب، وقطر بحوالى 10 بلايين متر مكعب، والجزائر بنحو 2 بليون متر مكعب، والسودان بمقدار بليون متر مكعب. ويذكر ان العديد من الاكتشافات الجديدة لم يجر تقييمها بشكل نهائي، مما قد يؤدي الى زيادة تلك التقديرات في المستقبل القريب. وتجدر الإشارة الى ان الجزء الأكبر من الاحتياط العربي من الغاز يتركز في قطر التي تستأثر بحصة 48 في المئة، تليها السعودية 13.3 في المئة، فالإمارات بحصة 11.3 في المئة، والجزائر بحصة 8.5 في المئة. وحافظت تقديرات احتياطات العالم المؤكدة من الفحم الحجري لعام 2005 على مستويات عام 2004، فبلغت 909.1 بليون طن. وبلغت نسبة الفحم الصلب من احتياطات عام 2005 حوالى 478.7 بليون طن، أي ما يعادل 52.7 في المئة من إجمالي الاحتياطات. ولم تحدث في الدول العربية تطورات في مجال صناعة الفحم واستخراجه الذي ينحصر حالياً في منجم المغارة في شبه جزيرة سيناء بمصر، حيث أخذ الانتاج في التراجع منذ تسعينات القرن الماضي. ويعود التراجع الى تحول معظم محطات توليد الكهرباء الى الانتاج بالغاز الطبيعي، والى صعوبة تسويق الفحم المنتج بالطرق بالتقليدية لأسباب بيئية. الطلب العالمي 84،3 مليون برميل يومياً بلغ إجمالي الطلب على الطاقة في العالم خلال 2006 حوالى 217 مليون برميل مكافئ نفط يومياً 10878 مليون طن مكافئ نفط سنوياً، واستأثرت الدول الصناعية بحصة 51.1 في المئة مقابل نحو 9.6 في المئة للدول المتحولة، و39.3 في المئة لبقية دول العالم. وشكل الطلب على النفط حوالى 35.8 في المئة من الإجمالي العالمي لمصادر الطاقة المختلفة، وبلغت حصة الفحم نحو 28.4 في المئة، والغاز الطبيعي 23.7 في المئة، والطاقة الكهرومائية 6.3 في المئة، وأخيراً الطاقة النووية 5.8 في المئة. وبلغ إجمالي الطلب العالمي على النفط 84.3 مليون برميل يومياً خلال 2006، بارتفاع قدره 1 مليون برميل يومياً، وبنسبة 1.2 في المئة مقارنة بالعام السابق. وقاد هذا النمو الدول النامية، فاستأثرت الصين وحدها بحصة 8.4 في المئة من إجمالي الزيادة، والهند بنحو 3.2 في المئة منها. وتأثر استهلاك النفط بعوامل عدة ومتشابكة في آن واحد، اختلفت في طبيعة تأثيراتها، منها أحوال الطقس التي تشهدها مناطق الاستهلاك الرئيسة، والارتفاع الموسمي على بعض المنتجات كمنتج الغازولين الذي يرتفع الطلب عليه خلال الصيف فيتزايد فيه استخدام السيارات بشكل ملحوظ. وتظل معدلات النمو الاقتصادي تشكل العامل الرئيس المؤثر على النمو الحاصل في الطلب على النفط، وقد كان ذلك التأثير جلياً في بداية 2006. وعلى مستوى المجموعات الدولية، انخفض طلب مجموعة الدول الصناعية في 2006 بنحو 100 برميل يومياً ليصل الى 49.5 مليون برميل يومياً ويستحوذ على حصة 58.7 في المئة وارتفع طلب الدول النامية الى 30.1 مليون برميل يومياً وتبلغ حصتها 35.7 في المئة، وحافظت الدول المتحولة على حصة مقاربة لحصتها السابقة، أي 4.7 مليون برميل يومياً وتشكل حوالى 5.6 في المئة من إجمالي الطلب العالمي. وتشير تقديرات الطلب على الطاقة في الدول العربية الى تراجع زخم الارتفاع في عام 2006، وعلى رغم المعدلات العالية نسبياً التي تحققت في 2005 ثم في عام 2006، مما سبق تسجيله في 2004، وتشير البيانات المتاحة الى أن إجمالي الطلب على الطاقة ازداد بمعدل 6.8 في المئة في 2006، مقارنة مع 6.7 في المئة في 2005، و8.6 في المئة في 2004 ليصل إجمالي طلب الدول العربية على مصادر الطاقة المختلفة الى 9.1 مليون برميل يومياً في عام 2006 مقارنة بحوالى 8.6 مليون في 2005. مصادر الطاقة الأخرى الغاز الطبيعي: تبذل الدول العربية جهوداً كبيرة لرفع مستوى استغلالها للغاز الطبيعي الذي يشكل المصدر الأساس الثاني في موازين الطاقة. وكان من نتائج هذه الجهود ان ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي بمعدل 6.5 في المئة سنوياً بين 2002-2006، ليصل الى 4 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً عام 2006 مقابل 3.1 مليون في 2002. وعلى رغم هذه الزيادة الملموسة بقيت حصته 43.9 في المئة في 2006 مقابل 42.9 في المئة في 2002. واستأثرت السعودية بنسبة 24.7 في المئة تليها الإمارات بحصة 14.9 في المئة، ومصر بحصة 12.9 في المئة، وكل من الجزائروقطر بحصة 11.2 في المئة لكل منهما، والبحرين بحصة 5.9 في المئة. الطاقة الكهرومائية: تساهم الطاقة الكهرومائية مساهمة محدودة في موازين الطاقة في الدول العربية نظراً الى محدودية المصادر المائية. وتنحصر امكانات توليد الطاقة الكهربائية باستخدام المساقط المائية في عدد قليل من الدول العربية تتمثل في مصر والعراق وسورية والسودان والجزائر ولبنان. وتراجعت حصة الطاقة الكهرومائية في إجمالي الطلب على الطاقة في الدول العربية من 1.8 في المئة في 2002 الى 1.5 في المئة في 2006. ويقدر حجم الطاقة الكهرومائية المستهلكة في الدول العربية بحوالى 136 ألف برميل نفط مكافئ يومياً في 2006 مقابل 133 ألفاً في 2002. وتعتبر مصر الدولة العربية الرئيسة في امكانات انتاج الطاقة الكهرومائية واستهلاكها، ويقدر حجم استهلاكها 65 ألف برميل نفط مكافئ يومياً. الفحم: يستهلك الفحم بصورة أساسية في المغرب ويقدر استهلاكها منه بحوالى 75 ألف برميل نفط مكافئ يومياً في 2006، تليها مصر بحوالى 9 آلاف. ويقدر إجمالي استهلاك الدول العربية من الفحم بحوالى 90 ألف برميل نفط مكافئ يومياً. وتغطي هذه الكمية أقل من 1 في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة في الدول العربية في 2006.