صدر عن المركز القومي للترجمة في مصر كتابان جديدان لماريو برغاس يوسا ترجمتهما هالة عبدالسلام وراجع الترجمة محمد أبو العطا أستاذ اللغة الإسبانية وآدابها في كلية الألسن جامعة عين شمس، ضمن سلسلة"الإبداع القصصي"التي يشرف عليها خيري دومة أستاذ الأدب العربي في جامعة القاهرة. والمعروف أن يوسا المولود في العام 1936 هو أحد أهم كتاب أميركا اللاتينية المعاصرين، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة مدريد في أطروحة حول أعمال غابرييل غارسيا ماركيز، وله دراسات ومقالات نقدية مهمة عن الكتابة الروائية، وعمل في السينما والصحافة، وهو عضو في مجمع اللغة الإسبانية في مدريد. ومن أعماله:"من قتل موليارو"،"في مديح زوجة الأب"،"الفردوس على الناصية الأخرى"،"حفلة التيس"وپ"عبث الطفلة الشريرة"،"العمة خوليا والكاتب"، وترجمت غالبيتها إلى اللغة العربية. الكتاب الأول"الجراء"رواية قصيرة كتبها يوسا في 1967، وهي عمل يبحث عن صوت جامعي يتأرجح بين راو وآخر، بين ذاتية وموضوعية. وتنطلق الرواية من واقعة حقيقية حدثت في بيرو ونقلها يوسا عن الصحف وتابع مصير أبطالها في عمل روائي متخيل، فيه انصهار بين ذكريات الكاتب وتلك الواقعة. وتدور أحداث الرواية في مدرسة وتكشف رغبات تلاميذها في تخطي جدار السلوك العائلي والتربية التقليدية. وأثارت الرواية جدلاً في أوساط المهتمين بأعمال يوسا، فالبعض اعتبرها رمزية تدل على عجز طبقة اجتماعية معينة، والبعض الآخر اعتبرها بمثابة"بتر"لقيمة الفنان في دول العالم الثالث. وتحوّلت فيلماً سينمائياً في 1973 أخرجه أنور باديم. أما الكتاب الثاني فهو"الرؤساء"ويشمل ترجمة لمجموعة من القصص القصيرة صدرت في لغتها الأصلية العام 1959. وتعد المجموعة القصصية الأولى والأخيرة لكونها قصصاً قصيرة، إذ ان يوسا لم يكتب بعد ذلك سوى الرواية والمسرح والمقال الصحافي والسيناريو السينمائي، ولذلك فهو يضمر حنيناً خاصاً إلى تلك المجموعة التي كتبها في بداياته في الفترة التي يسميها"فترة البحث عن لقمة العيش". ويرى بعض النقاد أن هذه القصص الست حملت بذوراً لموضوعات ظهرت في أعماله اللاحقة. ومع أن مجموعة"الرؤساء"نشرت في العام 1959 ونشرت رواية"الجراء"في العام 1967 فهما ظهرتا معاً في مجلد واحد اختير في العام 1999 ضمن أفضل مئة عمل للألفية الثانية في استطلاعات رأي شملت قراء الأدب الأميركي اللاتيني. وصدرت الترجمتان العربيتان بمقدمة تحليلية أعدتها المترجمة.