قُتل ما لا يقل عن شخصين وجُرح نحو 25 آخرين في اعتداء "انتحاري" استهدف مركزاً للشرطة في مدينة الثنية بولاية بومرداس 50 كلم شرق العاصمة الجزائرية، في هجوم جديد يُشتبه أنه من تنفيذ"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"الذي دأب على تنفيذ هذا النوع من الهجمات منذ بداية العام الماضي تاريخ تبنيه هذه التسمية عوض اسمه السابق"الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وتوقعت مصادر مطلعة أن ترتفع حصيلة القتلى إلى أكثر من أربعة بينهم ما لا يقل عن ثلاثة من أفراد الشرطة. وقالت مصادر متطابقة إن"انتحارياً"اقترب من مركز تابع للشرطة في الثنية في حدود السابعة صباحاً، وعندما اشتبه أعوان الأمن بأن السيارة يقودها على الأرجح"انتحاري"أطلقوا عليه النار الأمر الذي دفعه إلى تفجير نفسه قبل وصوله إلى مركز الأمن. وتسبب الانفجار العنيف الذي هز المدينة في إحداث دمار كبير في الحي حيث يقع مركز الأمن، وأفيد عن تدمير سبع مبان تقع في الطريق المؤدية إليه. لكن مركز الأمن نفسه لم يصب إلا بأضرار بسيطة. وتهشم زجاج مبان تقع على بعد كيلومترات عدة من موقع الانفجار. وقال شهود إن رجال الأمن عززوا التدابير الأمنية أمام مركز الشرطة خلال الأسبوع الماضي، مما دفع إلى إطلاق تكهنات بأنهم كانوا ربما على علم بأن اعتداء وشيكاً سيستهدفهم. وقال شاهد إن"الانتحاري"فجّر نفسه بمجرد لجوء أفراد الأمن إلى إطلاق وابل من الرصاص عليه. وأضاف:"لقد كان الانفجار عنيفاً جدا، كأنه زلزال". وأضاف شاهد آخر:"لا أكاد أصدق أنني ما زلت حياً". وذكرت وكالة"رويترز"أن الانفجار نسف جزءاً كبيراً من الجدار الأمامي لمبنى الشرطة المكون من ثلاثة طوابق وأضر بمطعم ومتاجر قريبة. ونقلت عن أحد الشهود تضرر متجره في الانفجار:"وقع الانفجار الساعة 6.25 صباحاً 0525 بتوقيت غرينتش. الحمد لله انه لم يحدث الساعة الثامنة وإلا كنا قد قُتلنا من دون شك". ووقع انفجار الثنية بعد أقل من شهر من اصطدام سيارة محملة بالمتفجرات بمركز للشرطة في بلدة الناصرية الواقعة على بعد نحو 120 كيلومتراً شرق العاصمة في الثاني من كانون الثاني يناير الجاري، مما أسفر عن مقتل أربعة من الشرطة واصابة 20 شخصاً. وأعلن"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي"مسؤوليته عن هجوم الناصرية. ويعيش سكان مدينة الثنية التي تقع في مفترق طرق مؤدية إلى منطقة القبائل، وسط تقاطع سلسلة جبلية تربط ولاية وسط البلاد بشرقها، وتعتبر معقلاً رئيسياً للتنظيمات المسلحة منذ مطلع التسعينات. وجاء هذا الاعتداء بعد يوم واحد فقط من نجاح قوات الأمن في قتل قيادي بارز في"القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"يدعى بوزقزة عبدالرحمن المكنى"عبدالرحمن تلالي"وهو أمير"كتيبة الفاروق"التي تنشط على محور بني عمران - الأخضرية على محور ولايتي بومرداس والبويرة 120 كلم شرق الجزائر. وتعتبر"كتيبة الفاروق"من أهم كتائب"المنطقة الثانية"في"القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". ويُمثّل قتله إحدى أهم العمليات الناجحة لأجهزة الأمن منذ الاعتداءات التي شهدتها العاصمة في 11 كانون الأول ديسمبر الماضي عندما استُهدف مقر الأممالمتحدة ومبنى المحكمة الدستورية بتفجيرين"انتحاريين"أوقعاً عشرات الضحايا بينهم 17 قتيلاً من موظفي الأممالمتحدة. وذكر مصدر على صلة بالملف أن بوزقزة عبدالرحمن 28 سنة قُتل في حدود السادسة صباحاً في مكمن نُصب له بين توزالين ببلدية عمال وبوعيدل ببلدية بني عمران ولاية بومرداس، شرق العاصمة عندما كان على متن سيارة من"بيجو 407"يُشتبه في أنها كانت مجهزة لتنفيذ"عملية انتحارية"في العاصمة. ويُشتبه في"أمير كتيبة الفاروق"المعروف في الجبل باسم"عبدالرحمن تيلالي"حلقة أساسية في سلسلة الاعتداءات التي نُفذت في 11 كانون الأول الماضي في العاصمة، كما أنه كان حلقة ربط أساسية بين قيادة التنظيم المسلح وبين شبكات الدعم والإسناد التابعة له والتي وفّرت السند في تنفيذ العديد من الاعتداءات الانتحارية في الشهور الماضية.