يحرص التلفزيون المغربي، بقناتيه الأولى والثانية، على تقديم تعريف بآخر الاٍنتاجات السينمائية المغربية وهي في طور الانجاز وإجراء حوارات مع العاملين فيها سواء تعلق الأمر بالمنتجين أو المخرجين أو الممثلين، من خلال البرنامجين السينمائيين"عالم السينما"الذي تقدمه القناة التلفزيونية الأولى والذي يعده الناقد السينمائي عبد الإله الجوهري و يخرجه المخرج والناقد السينمائي إدريس شويكة، وبرنامج"صورة" الذي تقدمه القناة التلفزيونية الثانية والذي يعده المخرج والناقد السينمائي رشيد زكي. فالبرنامجان يحرصان على تغطية الأنشطة واللقاءات والمواعيد السينمائية التي تحتضنها القاعات وفضاءات التصوير والإنتاج. وقد استطاعا معاً أن يقدما صورة واضحة المعالم عن بعض هذه الأنشطة السينمائية التي يعرفها حقل السينما في المغرب. إذ من طريقهما تعرّف المشاهد الى أهم الأفلام السينمائية المغربية التي عرضت في المهرجانات. ففي إحدى حلقات برنامج"صورة"تابعنا تغطية مكثفة لمهرجان الفيلم القصير الذي عقد في مدينة طنجة. كما قدم جلسة مع الناقد السينمائي خالد الخضري لمناسبة صدور الطبعة الثالثة من كتابه""دليل المخرجين السينمائيين المغاربة"باللغة الفرنسية 2007، وهو كتاب توثيقي يساعد على التواصل مع شريحة مهمة من صناع السينما المغربية. وقدم برنامج"عالم السينما"تغطية متكاملة العناصر للمهرجان الوطني للفيلم المغربي الذي عقد في طنجة في الخريف. كما غطى البرنامجان المهرجان الدولي للسينما في مراكش، وتابعنا بعض الحوارات مع نجوم المهرجان. فصور، مثلاً، برنامج"صورة"جلسة مع المخرج الأميركي أبيل فيرارا، أحد أبرز مجددي السينما الأميركية المستقلة. كما أجرى مقابلة مع المخرج التشيكي ميلوس فورمان، الذي تحدث عن تجربته في السينما. والأكيد ان هذه النشاطات مهمة ومفيدة، إذ تجعل الجمهور يشاهد ولو من بعد، بعض أهم مراحل المهرجان وتعرفه بضيوفه. وفي موازاة تقديم البرنامجين المهرجانات السينمائية ذات البعد الدولي، يقدمان أيضاً، تغطية لبعض المهرجانات أو الملتقيات السينمائية المغربية، وهي بعد في بداياتها، كما هو الأمر حين تمت، من لدن برنامج"صورة"، تغطية المهرجان الأول للفيلم الكوميدي الذي عقد في مدينة سيدي بنور، إذ نقل حفلة تكريم الممثل عبد اللطيف هلال، كما التقط أهم لحظات المهرجان، بما في ذلك النقاشات السينمائية، ودورات التكوين في تقنيات الإنتاج. من هنا، نلاحظ أن هذين البرنامجين السينمائيين يحرصان معاً على تقديم المجال السينمائي في تنوعه وغناه ، كما يحرصان على تقديم الأنشطة المرتبطة به من خلال التعريف بالكتاب السينمائي النقدي وإجراء حوارات مع مبدعيه. لكن مع ذلك، ليس هناك برنامج تلفزيوني خاص بالنقد السينمائي تتم فيه مناقشة القضايا السينمائية في مختلف تجلياتها وأبعادها، خصوصا أن المجال السينمائي المغربي يشهد تزايداً في عملية إنتاج الأفلام، لم تستطع العملية النقدية السينمائية على المستوى السمعي البصري متابعتها. إذ يكتفي غالباً هذان البرنامجان أو غيرهما، بالاستماع الى رأي أحد النقاد او الصحافيين، وهو أمر وإن كان مستحسنا، يبقى غير كاف. الاهتمام بالسينما المغربية والتعريف بها وباٍنتاجاتها على التلفزيون المغربي، ونقدها من أجل التطوير إن اقتضى الأمر ذلك، صار مسألة مهمة، خصوصاً في ضوء تأثيره الواضح على الجمهور المغربي الذي أصبح متعطشا لمعرفة كل ما يتعلق بهذه السينما، لأنها تقدم له منتوجاً ينتمي إليه.