اتضحت ملامح السباق الرئاسي في روسيا مع انتهاء مهلة تسجيل المرشحين لخوض الانتخابات المقررة في الثاني من آذار مارس المقبل. وبدا مبدأ"التنافس"الغائب الاكبر بعدما اظهر احدث استطلاعات الرأي تقدم مرشح الكرملين ديمتري ميدفيديف بفارق كبير جداً على المرشحين الآخرين. ويخوض المعركة الانتخابية أربعة مرشحين هم إضافة إلى ميدفيديف، زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف والسياسي القومي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي الذي يتزعم الحزب الديموقراطي الليبرالي، وأندريه بوغدانوف الذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل على رغم تزعمه حزباً يمينياً صغيراً الديموقراطي الروسي أخفق في دخول البرلمان خلال الانتخابات الاشتراعية نهاية العام الماضي. في المقابل رفضت لجنة الانتخابات المركزية تسجيل المرشح اليميني ميخائيل كاسيانوف بسبب"مخالفات في أوراق التسجيل". وقال مسؤول في اللجنة إن كاسيانوف لم يتمكن من جمع مليوني توقيع وهو شرط تسجيل المرشحين المستقلين. وكان بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف انسحب من السباق في وقت مبكر متهماً السلطات بالتضييق عليه. واللافت أن أنباء ترددت في موسكو خلال اليومين الماضيين عن احتمال انسحاب الزعيم الشيوعي زيوغانوف من الحملة الانتخابية. وأفاد فاديم سولوفيوف، أمين لجنة الحزب المركزية، أن قراراً في هذا الشأن قد يصدر في غضون أسبوعين، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام لا تعطي زيوغانوف وقتاً كافياً لعرض برنامجه الانتخابي، إضافة إلى تعرضه"لجملة تضييقات أخرى"وزاد أن الزعيم الشيوعي المعارض"لا يرغب في أن يكون بيدقاً في لعبة الشطرنج التي يلعبها الكرملين". لكن محللين اعتبروا أن زيوغانوف"يسعى الى ممارسة ضغوط على الكرملين لأن الأخير معني بأن تظهر الانتخابات المقبلة تنافسية ونزيهة"، ما يعني أن الشيوعيين لن يقدموا على خطوة الانسحاب فعلياً لعدم وضع أنفسهم في مواجهة مباشرة مع السلطات الجديدة. في غضون ذلك اعتبر معارضون أن مبدأ التنافس"لم يعد له وجود"في المعركة الانتخابية بعدما سخّرت كل الطاقات لتعزيز مواقع مرشح الكرملين القوية أصلاً بسبب الدعم المباشر من الرئيس فلاديمير بوتين له. ودل استطلاع حديث للرأي أجراه مركز دراسات الرأي العام في روسيا إلى أن ميدفيديف سيحصل على أكثر من 60 في المئة من أصوات الروس في حال أجريت الانتخابات نهاية الأسبوع الحالي، متقدماً على المرشحين الثلاثة الآخرين بأكثر من خمسين نقطة، ما يعني حسم مسألة فوزه في الانتخابات من الجولة الأولى. ومعلوم أن الأرقام التي يعلنها هذا المركز غالباً ما تكون قريبة إلى النتائج بعد عمليات الفرز. وجاءت مفاجأة الاستطلاع في حلول جيرينوفسكي ثانياً بأصوات 7.5 في المئة من الناخبين ، ما يفسر"غضب"الشيوعيين الذين منحهم الاستطلاع ستة في المئة فقط، في مقابل نسبة 20 في المئة يقول الحزب إنها تمثل رصيده الانتخابي الحقيقي . ولم تزد نسبة الأصوات المتوقعة لمصلحة المرشح اليميني عن 0.2 في المئة. وبحسب الاستطلاع الذي أجري في كل الأقاليم الروسية فإن أكثر من ثمانين في المئة من الروس أبدوا استعداداً للمشاركة في عمليات التصويت وقال نصفهم تقريباً إنهم"حددوا في شكل نهائي هوية مرشحهم". أما في الجزء المتعلق بدافع المشاركة في عمليات التصويت فعكست نتائج الاستطلاع المزاج العام الروسي وطريقة تعامل الروس مع الاستحقاقات الانتخابية، إذ قال 45 في المئة من العينة المشاركة إنهم سيصوتون"بحكم العادة فقط"أما فكرة الواجب الوطني فشكلت دافعاً ل32 في المئة ، في حين ذكر 24 في المئة أنهم يشاركون في الانتخابات لدعم برامج مرشح معين