أعلن برنامج الغذاء العالمي، أمس، تزايد عمليات النهب والهجمات على موظفي الاغاثة في إقليم دارفور المضطرب غرب السودان، وقال إنه قد يضطر بحلول منتصف شباط فبراير المقبل إلى خفض مساعداته لأكثر من مليوني شخص من المتأثرين بالحرب في الإقليم. وجاء هذا التطور متزامناً مع جولة يقوم بها حالياً مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان ماري غوهينو لتفقد الأوضاع على الأرض قبل اجتماع ثلاثي يُنتظر أن يلتئم في العاصمة الاثيوبية ويجمع ممثلين من المنظمة الدولية والحكومة السودانية والاتحاد الافريقي السبت المقبل لحل الاشكالات المتعلقة بنشر"القوة المختلطة"في دارفور. وقال بيان صادر عن مكتب برنامج الغذاء العالمي في الخرطوم، حصلت"الحياة" على نسخة منه، إن السرقات المسلحة وهجمات قطاع الطرق أصبحت تهدد شحنات الأغذية لأكثر من مليونين من سكان دارفور، مؤكداً انه فقد منذ بداية العام الجديد الجاري وحتى الآن 22 شاحنة و18 سائقاً، داعياً الخرطوم للتأكد من أن الطرق آمنة". وقال رئيس برنامج الأغذية العالمي كينرو أوشيداري في البيان:"شركاتنا الرئيسية للنقل ترفض الآن إرسال المزيد من العربات بسبب هذا التزايد في أعمال قطع الطرق، ومن ثم ليس هناك أحد يمكنه نقل نصف شحناتنا الشهرية من الإمدادات الغذائية". وأضاف:"إذا استمر الوضع سنضطر لخفض الحصص في أجزاء من دارفور بمنتصف شباط فبراير". وقال أوشيداري:"لقد زادت في الشهور الأخيرة الهجمات على الشاحنات التي تحمل إمدادات برنامج الأغذية العالمي وخطف السائقين والشاحنات ونهب إمدادات البرنامج ومتعلقات السائقين الشخصية وضرب السائقين المتعاقدين مع البرنامج لترويعهم". وأضاف أن الهجمات"باتت تستهدف السائقين المتعاقدين مع البرنامج"، مشيراً إلى هجمات استهدفت أول من أمس عاملين وعربات تابعة للبرنامج وتم خطف سيارتين وخمسة عاملين لفترة قصيرة، قائلاً إن المخطوفين واجهوا تهديدات بالقتل قبل الإفراج عنهم قرب مدينة الفاشر، كبرى مدن دارفور. وتابع:"وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أطلقت النيران على شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي. وأصيبت إحداها في شكل مباشر إلا أن السائق نجا". ويأتي هذا التطور في وقت شدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان ماري غوهينو على أهمية التعاون والتنسيق بين الأممالمتحدة والسودان لإنجاح مهمة البعثة المشتركة"يوناميد"في دارفور. واجتمع غوهينو، الذي يقوم بجولة في الإقليم، مع مسؤولين في حكومة شمال دارفور، وزار مقر البعثة الأممية - الافريقية في الفاشر والتقى الممثل المشترك للعملية"الهجين"رودلف ادادا وقائدي القوات والشرطة الجنرال مارتن لوثر اغواي ومايكل فرايزر. وبحث غوهينو مع نائب والي شمال دارفور عيسى بحر الدين محمود واعضاء حكومته ومسؤولي لجنة أمن الولاية في تسهيل عمل البعثة المشتركة والوقوف على ما حدث من تقدم على الأرض، وحض على تقديم التسهيلات المطلوبة التي تمكّن من نجاح العملية، واصفاً إياها بأنها أكبر عملية لحفظ السلام في العالم. وقال غوهينو"من الضروري أن نعمل بالتنسيق لنجاح اهدافنا"، وعبّر عن ارتياحه للسلاسة التي تمت بها عملية انتقال المهمات من بعثة الاتحاد الافريقي الى البعثة المشتركة مطلع هذه السنة، معرباً عن أمله في أن تكتمل عمليات نشر القوات في دارفور حتى تضطلع بمهمتها في حفظ السلام. ونوه إلى أن تلك القوات لم تأتِ من أجل القيام بعمليات عسكرية"بل جاءت من اجل حفظ السلام"، مشيراً إلى أهمية تفعيل ودفع الجهود السياسية المفضية الى اجراء مفاوضات جادة تؤدي إلى تحقيق السلام لمواطني دارفور، مشدداً على أهمية التعاون والتنسيق الدائمين بين الحكومة والأممالمتحدة من أجل الوصول الى تحقيق السلام في الإقليم. أما رودلف ادادا فشدد، من جهته، على أن الواقع يحتّم التعاون وتقوية العلاقات بين الجانبين من أجل تذليل كل الصعاب التى تحول دون تحقيق الهدف المشترك. وأوضح أن زيارة مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام لدارفور جاءت امتداداً لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين للولاية"لتأكيد ان مسألة تحقيق السلام في دارفور تأتي في مقدم أولويات المنظمة الدولية والمجتمع الدولي بأسره". وأبلغ نائب والي شمال دارفور غوهينو خلال اللقاء حرص حكومته التام على دفع العملية السلمية إلى أمام، واعداً في هذا الصدد بالمزيد من التعاون والتنسيق مع البعثة المشتركة في اطار الصلاحيات الحصرية لحكومة الولاية، مضيفاً أن حكومة الولاية ملتزمة تماماً بكل الاتفاقات من أجل تنفيذ العملية الهجين لحفظ السلام. وشدد بحر الدين على أن حكومة الولاية لديها مؤسسات واجهزة قضائية وعدلية وأمنية تعمل لحفظ الأمن وتطبيق القانون. وقال:"إننا مستعدون للتعاون مع البعثة في تلك المجالات"، ورأى أن العملية السلمية يجب أن تشمل القطاعات الدارفورية كافة.