وصف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز نظيره الكولومبي الفارو اوريبي بأنه "دمية في يد الولاياتالمتحدة" و"جبان" و"كاذب"، فيما يمر البلدان بأزمة ديبلوماسية على خلفية رفض اوريبي تسهيل وساطة تشافيز لدى المتمردين الشيوعيين في كولومبيا لتشجيعهم على إطلاق رهائن وتلت حملة تشافيز العنيقة على اوريبي زيارة قام بها لكولومبيا المسؤول عن سياسة مكافحة المخدرات في الولاياتالمتحدة جون والترز الذي اخذ فيها على كراكاس بأنها"تشجع تجارة الكوكايين". وانتقد تشافيز بوغوتا لاستقبالها المسؤول الأميركي، قائلا:"يوجهون اليه الدعوة ويتركونه يهاجمنا. حكومة كولومبيا غير جديرة بالاحترام، ورئيس كولومبيا غير جدير بالاحترام". وردا على اتهامات بتجاهل معاناة الرهائن، أكد اوريبي خلال زيارته باريس أمس، في مستهل جولة أوروبية، ان الحكومة الكولومبية بذلت"جهودا جبارة"في ملف الرهائن لدى القوات المسلحة الثورية ومنهم انغريد بيتانكور المرشحة الرئاسية السابقة التي تحمل جنسية فرنسية. وجاء كلام اوريبي قبل لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يواجه ضغوطا داخلية لوضع حد لمعاناة بيتانكور. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم القوات المسلحة الثورية في كولومبيا راول ريس في تصريح لشبكة"نوتيسياس اونو"التلفزيونية، ان المنظمة لا توافق على ان تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة الرهائن الذين يحتجزهم المتمردون الشيوعيون. وقال:"تعتبر منظمتنا أن سلامة الرهائن الذين يمكن مبادلتهم تعلو على الشروط اللاواقعية كتلك التي يريدها الرئيس الفارو اوريبي من خلال إطالة معاناة عائلات السجناء من الطرفين". وكان اوريبي اقترح الأسبوع الماضي، ان تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الرهائن الذين يعاني بعض منهم من أوضاع صحية سيئة. ونفى الناطق أيضاً ان يكون أجرى في الفترة الأخيرة محادثات مع الكنيسة الكاثوليكية التي انتدبها الرئيس اوريبي لإجراء اتصالات مع المنظمة. وقال:"لا اعرف من أين تأتي الاتصالات المزعومة الأخيرة مع الكنيسة؟ ويريد البعض من خلال هذا التأكيد إيجاد آمال كاذبة". وسئل هل يمكن أن تفرج القوات المسلحة الثورية عن رهائن مدنيين من جانب واحد؟ فأجاب ان"اقتراح المنظمة هو الإفراج عن جميع الرهائن الذين يمكن مبادلتهم في مقابل الإفراج عن أسرانا في السجون". من جهة ثانية، أكد ريس ان المنظمة تطالب الحكومة الكولومبية بنزع السلاح في بلديتي براديرا وفلوريدا للتفاوض على مبادلة 43 رهينة في مقابل 500 من عناصرها المسجونين. ويرفض الرئيس الكولومبي إنشاء منطقة منزوعة السلاح في هاتين البلديتين في جنوب غربي البلاد. من جهة أخرى، افرج تنظيم آخر للمتمردين هو جيش التحرير الوطني في كولومبيا عن تسع رهائن في ولاية نارينو جنوب. وأوضح انتونيو نافارو حاكم الولاية المتاخمة للاكوادور ان الرهائن، امرأتان وسبعة رجال هم في وضع صحي جيد وسلموا الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة ريفية في بلدية سامانييغو. والرجال الذين افرج عنهم هم سائقو شاحنات خطفوا في الثاني من كانون الثاني يناير الماضي. وبدأ جيش التحرير الوطني محادثات سلام مع حكومة بوغوتا في كوبا في عام 2005، ورفض في بداية كانون الأول ديسمبر 2007 الشروط المطروحة لوقف إطلاق النار. وتطالب بوغوتا بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن لدى جيش التحرير الوطني الذين تقدر عددهم بأكثر من 400، ووقف الخطف نهائيا، فيما تؤكد المجموعة المتمردة أنها لا تحتجز سوى عشرات الرهائن وتنوي التخلي تدريجيا عن هذه الممارسة. وجيش التحرير الوطني الذي يبلغ عدد رجاله أربعة آلاف، هو المجموعة الثانية المتمردة بعد القوات المسلحة الثورية الكولومبية التي يبلغ عدد أفرادها 17 ألفاً.