يتوجه اليوم إلى واشنطن وفد فلسطيني يتألف من أمين سر اللجنة لتنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، وأكرم هنية المستشار السياسي للرئيس محمود عباس بهدف التحضير لزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش "التاريخية"للأراضي الفلسطينية وإسرائيل التي سيقوم بها في إطار جولة تشمل عدداً من دول المنطقة. وقال عبد ربه ل"الحياة"إن الوفد سيناقش في واشنطن القضايا التي من شأنها دفع المفاوضات مع الإسرائيليين إلى الأمام. وأضاف:"نتطلع إلى دور أميركي فاعل في إطلاق مفاوضات جدية، وفي تذليل العقبات التي تعترض طريقها، خصوصاً الاستيطان والحواجز العسكرية، وفي تطبيق خريطة الطريق". وأشار على وجه الخصوص إلى أهمية الدور الذي ستقوم به الولاياتالمتحدة في مراقبة تطبيق الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التزاماتهما بموجب المرحلة الاولى من خريطة الطريق والحكم على هذا التطبيق، وهو ما التزما به في مؤتمر انابوليس الدولي للسلام الذي عقد في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي برعاية أميركية. وكانت الأطراف الثلاثة اتّفقت في المؤتمر على تشكيل لجنة ثلاثية برئاسة الولاياتالمتحدة يلعب فيها الجانب الأميركي دور المراقب والحكم على تطبيق الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التزاماتهما بموجب خريطة الطريق. ويتطلع الجانب الفلسطيني إلى أن تلعب واشنطن دوراً فاعلاً في إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان بمختلف أشكاله، بما فيها النمو الطبيعي، تطبيقاً للمرحلة الأولى من خريطة الطريق التي نصت أيضاً على إعادة فتح المؤسسات الفلسطينية في القدس، وإعادة الأراضي الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة في أيلول سبتمبر 2000، وهو ما يعني الانسحاب من جميع المدن والبلدات الكبيرة التي احتلتها إسرائيل مطلع العام 2002. وتلزم خريطة الطريق السلطة الفلسطينية حل جميع التشكيلات العسكرية ومصادرة سلاحها وفرض الأمن والقانون والنظام، وتوحيد قيادة الأجهزة الأمنية. وشهدت المفاوضات التي انطلقت عقب أنابوليس أزمة حادة جراء إعلان إسرائيل ثلاث خطط استيطانية لبناء أكثر من ألف وحدة سكنية في مستوطنتي"هار حوما"و"معاليه ادوميم"المقامتين على أراضي القدسالشرقية. وفي محاولة لحل الأزمة، التقى الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس الخميس الماضي. وحسب مصادر فلسطينية، فإن اولمرت تعهد عدم بناء مستوطنات أو أحياء استيطانية جديدة في الضفة الغربية، لكنه أبلغ عباس أن البناء يمكن أن يتواصل داخل مستوطنات مقامة على اراض سيجري التفاوض على مبادلتها مع أراض داخل إسرائيل في أي حل نهائي متوقع، مثل المستوطنتين المذكورتين. واعتبر مسؤول فلسطيني أن"تعهدات أولمرت وقف الاستيطان لم تكن كافية"، وأن الرئيس عباس يعوّل على دور للرئيس الأميركي في إلزام إسرائيل بوقف أشكال الاستيطان كافة. وأشار إلى أنه يعول عليه أيضاً في الضغط على أولمرت لرفع القيود الهائلة المفروضة على حركة الأفراد والسلع داخل الأراضي الفلسطينية. وكان عباس قال في خطاب ألقاه أول من أمس لمناسبة ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة"فتح"إن إسرائيل تقيم 640 حاجزاً في الضفة الغربية، ولم تَرفع أياً من هذه الحواجز العسكرية على رغم إعلانها أكثر من مرة نيتها إزالة عدد منها. وقال وزير الإعلام رياض المالكي إن زيارة بوش"دليل على أن إدارته معنية بمتابعة ما بدأته في أنابوليس". وأضاف:"هذه الزيارة ستوفر لنا فرصة الحديث معه حول الموضوع، وإبراز الصعوبات التي تواجه المفاوضات، خصوصاً الاستيطان. لذلك نعتقد أنها زيارة مهمة ونضع عليها توقعات كثيرة".