نفى يعقوب غالنتي المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت أن يكون الأخير قطع تعهدات للولايات المتحدة بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، توطئة لزيارة الرئيس جورج بوش بعد أسبوعين. وقال غالنتي إنه ليس هناك أي قرار إسرائيلي رسمي بتجميد الاستيطان"في المناطق الشرقية لمدينة القدس"أو في المستوطنات المحيطة بها، مضيفا أن إسرائيل ستفي بكل ما تعهدت به في هذا المضمار ضمن"خريطة الطريق"الدولية. وكرر ما قاله رئيس الحكومة عشية مؤتمر أنابوليس إن إسرائيل لن تقيم مستوطنات جديدة أو تقدم على توسيع المستوطنات القائمة أو تصادر أراضي فلسطينية جديدة لغرض الاستيطان. وكان غالنتي يعقب على تقرير للإذاعة العسكرية أفاد بأن رئيس الحكومة أصدر تعليماته لوزارة الإسكان بوقف البناء في مستوطنة"معاليه أدوميم"المقامة على أراضي أبو ديس شرق القدس ومستوطنة"اريئل"المقامة على أراضي نابلس. وقالت الإذاعة إن قرار وزارة الإسكان طرح عروض للبناء في المستوطنات في القدس ومناطق فلسطينية أخرى محتلة تسبب بحرج كبير لإسرائيل على الساحة الدولية"وطمر تحت التراب كل انجازات مؤتمر أنابوليس". وتابعت أن رئيس الحكومة أصدر تعليماته لوزير الإسكان زئيف بويم بأن ينقل إليه شخصياً كل خطط البناء في المستوطنات قبل إقرارها في الوزارة ليطلع عليها ويبت فيها شخصياً. وعزت مصادر في الوزارة تحرك اولمرت هذا إلى عدم رغبته في تعكير أجواء العلاقات الطيبة مع واشنطن، وتحديداً قبل زيارة الرئيس الأميركي. وزادت الإذاعة أن اولمرت لم يحسم موقفه في شأن بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في جبل أبو غنيم هار حوما وانه ربما يريد إرجاء الأمر لأشهر ثم يختار الوقت المناسب لذلك. وأشارت الإذاعة إلى أن قرار اولمرت التدخل في خطط وزارة الإسكان لا تتعلق بعروض البناء التي نشرت أخيراً إنما بخطط مستقبلية. من جهتها، أفادت صحيفة"معاريف"أن اولمرت أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال لقائهما اول من أمس في القدسالمحتلة بأنه لن يتم نشر مناقصات جديدة للبناء في المستوطنات، لكنه لم يبلغه وقف البناء في"هار حوما". كما أفادت صحيفة"هآرتس"أن ثمة شرخاً في العلاقات بين اولمرت ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مرده عدم رضى الأخيرة عن"المماطلة الإسرائيلية في الاتصالات مع الفلسطينيين والتقدم ببادرات حسن نية تجاه رئيس السلطة"، بينما ترى اوساط اولمرت بعدم الرضى"الوتيرة السريعة التي ترجوها رايس في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين". وألمحت الصحيفة إلى أن حاشية اولمرت كانت وراء إلغاء رايس زيارة كانت مقررة الأسبوع قبل الماضي غداة مؤتمر الدول المانحة في باريس إلى الشرق الأوسط لتحريك المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وأضافت أن رايس تلقت رسالة من البيت الأبيض تنصحها بعدم التسرع وترك الإسرائيليين والفلسطينيين يعالجون بأنفسهم المشاكل العالقة بينهم.