تتوالى حشود الزوار بالتوافد الى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم، وتوقع محافظ كربلاء عقيل الخزعلي مشاركة اكثر من مليونين من الزوار الشيعة في احياء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي، ثالث الائمة الشيعة، وسط اجراءات امنية مشددة. وتميز هذا العام بتنوع الزائرين الشيعة من مختلف الدول، إذ بالاضافة الى عشرات آلاف الزوار الايرانيين وصل الى كربلاء عدة آلاف من دول عربية وأجنبية، فيما فرض حظر التجول على كل السيارات في محافظات الوسط والجنوب اضافة الى محافظة ديالى. وقال الخزعلي خلال مؤتمر صحافي عقد في كربلاء بحضور وزير الامن الوطني العراقي شيروان الوائلي"نتوقع وصول اعداد الزوار الى اكثر من مليونين في العاشر من محرم"الذي يصادف نهار السبت وهو يوم الذروة. واكد وصول اكثر من 3400 زائر من دول عربية مثل السعودية والكويت والبحرين ولبنان واجنبية مثل باكستان والهند وتنزانيا، ما عدا القادمين من ايران. يشار ان هذه المرة الاولى التي تشهد فيها المدن المقدسة في العراق توافد الزوار من الاقطار العربية المجاورة منذ حوالي اربع سنوات بسبب الظروف الامنية في البلاد، الأمر الذي أبهج التجار واصحاب المحال والفنادق الذين يأملون بانتعاش اقتصادي لمدينتهم. وقال رئيس اتحاد ورجال الاعمال العراقيين عماد سكر ل"الحياة"ان"عاشوراء هذا العام تميزت بتدفق الزوار الخليجيين والاجانب بعد توقف منذ عام 1990"وتوقع ان"يشهد الاقتصاد قفزة نوعية في المستقبل القريب اذا استمرت وتيرة توافد الزوار الى المدينة على حالها"، مشيراً الى ان"السياحة الدينية في العراق مصدر مهم لانعاش الاقتصاد العراقي"ولفت الى ان"الزوار الخليجيين هم الاكثر انفاقاً". وكان محافظ النجف اسعد سلطان ابو كلل لفت الى ان تحسن الوضع الأمني في العراق عموماً أدى الى تحسن ملحوظ في السياحة الدينية إذ شهدت محافظة النجف تدفق الزائرين من الدول الخليجية كالسعودية والكويت. وانهت كربلاء، التي تحتضن مرقد الامام الحسين واخوه العباس، استعدادتها لاستقبال الزوار الذين يتوجهون اليها لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين التي تبلغ ذروتها السبت المقبل في العشرين من الشهر الحالي الذي يصادف العاشر من محرم. وينتشر اكثر من عشرين الف رجل امن في شوارع المدينة حيث رفعت الرايات السوداء في جميع ارجائها. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن قائد شرطة كربلاء العميد رائد شاكر اتخاذ اجراءات امنية مشددة في المدينة، وقال:"اغلقت جميع الطرق في المدينة منذ الثلثاء امام السيارات، ومنع دخول اي سيارة قادمة من خارجها". واشار الى مشاركة 500 امرأة في تولي مهمات امنية من خلال تفتيش ومراقبة النساء خلال الزيارة، في مناطق متفرقة خصوصا عند مرقد الامام الحسين. واكد شاكر تهيئة وسائط نقل مرخصة مزودة ببطاقات تعريف من السطات المحلية لتتولى نقل الزوار الى المواقع القريبة من مرقد الامام الحسين، مضيفاً ان الجهات الامنية والادارية في المحافظة تقوم بتنسيق متواصل لتأمين وصول وسلامة الاعداد الغفيرة من الزوار التي تتزايد باستمرار. ويصل العديد من زوار العتبات مشياً على الاقدام لا سيما من المحافظات الوسطى والجنوبية. ولكربلاء ثلاثة مداخل تشهد ازدحاما هي مدخل بغداد شمالا وبابل شرقا والنجف جنوبا. واعرب شاكر عن ثقته بالاجراءات الامنية، قائلا:"انا متفائل بنجاح الخطة الامنية وعدم وقوع اي حوادث". بدوره اكد الخزعلي اصدار اوامره بمنع حمل السلاح مهما كان نوعه من اجل تجنب وقوع اعمال عنف وتحقيق سلامة الزوار. ويقتصر حمل الاسلحة على قوات الامن حصراً. وشدد المحافظ على ان"هذا القرار جاء لتفويت الفرصة على الخارجين عن القانون والارهابيين الذي يبحثون عن ثغره لتنفيذ مآربهم". وانتشرت مئات المواكب في عموم كربلاء حيث تنقلت مجاميع الرجال وهي تنشد مقاطع دينية تستذكر الامام الحسين الذي قتل في 680 ميلادية، فيما انتشر الآلاف من الرجال الذين يرتدون ملابس سوداء وهم يمارسون طقوسهم الخاصة وينشدون اغاني دينية ويلطمون بالتزامن مع مكبرات صوت تبث تراتيل دينية تستذكر الامام الحسين. وكان مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية اللواء الركن عبدالكريم خلف أعلن ان الوزارة قررت فرض حظر التجول على كل السيارات، بما فيها العربات التي تجرها الخيول، ابتداء من الساعة الثامنة من مساء الخميس أمس وحتى الثامنة من مساء السبت، مشيرا الى ان المحافظات المشمولة بهذا القرار هي بغدادومحافظات الوسط والجنوب التسع، اضافة الى محافظة ديالى. واضاف خلف ان هذا الاجراء يأتي ضمن توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، لتوفير الحماية للمواكب الحسينية التي تفد الى العتبات الدينية من هذه المحافظات، فضلاً عن مجالس العزاء، مضيفا ان من صلاحية المحافظين في هذه المحافظات رفع حظر التجول وفق تقدير الاوضاع الامنية، باستثناء بغداد. كما قررت قيادة عمليات بغداد إغلاق المنافذ الرئيسية لمدينة الكاظمية ومنع دخول السيارات والدراجات والعربات اليها منذ صباح امس، وحتى اشعار آخر.