إعتاد الفنان التشكيلي المصري المقيم في فرنسا الدكتور ضياء فلتاؤوس أن يعرض لوحاته في معارض أوروبية وأميركية وأسيوية وعربية، خصوصاً في متحف المتروبوليتان في واشنطن، وأخيراً في المركز الثقافي المصري في باريس. تخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس بدرجة دكتوراه. ومن مميزات لوحاته، الدقة المتناهية في رسم مختلف التفاصيل. فهو يقضي شهوراً لانجاز لوحة، ويميل بشدة إلى رسم الورود والطبيعة والطيور وحتى الحشرات فوق زهرة أو فاكهة. وتنقسم بعض أعمال ضياء فلتاؤوس إلى أربعة أجزاء في اللوحة الواحدة بمعنى أن كل جزء يكمل الآخر ولكنه يشكل بمفرده لوحة متكاملة في حد ذاتها. ويعبر ضياء من خلال الأشياء والطبيعة إلى مواقف محددة من الحياة اليومية وكثيراً ما يتسنى العثور مثلاً على وجه طفل صغير في ركن من أركان لوحة أو أن يتوقف المشاهد طويلاً أمام لوحة يسودها الأزرق وتبدو كل الأشياء المرسومة فوقها مكسورة أو مصابة بخدش أو جرح وهي لوحة تعبر بحسب تفسير الفنان، عن انتهاء العلاقة الزوجية بين طرفين. وهناك لوحات فرعونية تقليدية يرسمها ضياء فلتاؤوس الذي يركز أن الموهبة الفنية لا تكفي وحدها إلا إذا ما اقترنت بالعلم. ويتخذ مثالاً على ذلك أم كلثوم التي اكتشفت وهي تغني في الموالد، وتم الإشراف على تعليمها الفني حتى تبلور صوتها وصار يتميز بقوته وصفائه. يرى ضياء أن العديد من الفنانين في عصرنا يدّعون الإلمام بفنهم ولكنهم في الحقيقة لا يعرفون سوى المبادئ الأولية، ولا يصقلون موهبتهم الطبيعية من طريق تعلم المهنة الفنية وهذا النقص يتضح عبر أعمالهم سواء في مجال الرسم أو النحت أو الفنون الاستعراضية من غناء ورقص أو تمثيل درامي. ويعتبر أن زمننا هو الذي يفرض هذا الأسلوب لأنه زمن الربح المادي الوفير والسريع الطاغي على كل شيء آخر. وعن أساتذته في الفن التشكيلي الذين فتحوا شهيته على ممارسة الرسم، لا يذكر ضياء بيكاسو مثلاً لأنه ينظر إلى هذا الفنان على أنه ذي سمعة مفتعلة ربما بفضل تمتعه بدعم قوي في خلال حياته، ويعترف بأنه لا يجد لدى الفنان الاسباني ما يرضي ذوقه الشخصي بينما قد يقضي ساعات طويلة في تأمل لوحة من لوحات الرسامين الهولنديين لما يعثر عليه في أعمال هؤلاء من ثراء وقوة وجاذبية.