اعتاد ضياء فلتاؤوس أن يقدّم لوحاته في معارض دولية، أوروبية وأميركية وأسيوية وعربية. وهذا الفنان التشكيلي المصري المقيم في فرنسا، والمتخرج في المدرسة العليا للفنون الجميلة فيها بدرجة دكتوراه، يشارك منذ منتصف السبعينات في تحقيق مشاريع هندسية لحساب مؤسسات دولية مثل"كوفمان أند برود"، أو مجموعة"يورو ديزني"... إضافة الى التصميمات الخاصة التي تحمل توقيعه، وتعرضها محلات الأزياء الفاخرة في شارع فوبور سانت أونوريه الباريسي الأنيق... ولا ينبغي أخيراً أن ننسى مساهمته في تصميم ملاعب رياضية ضخمة ومبان سكنية في فرنسا ومصر. وقد عرضت لوحات ضياء فلتاؤوس أخيراً في الولاياتالمتحدة، وتحديداً في ال"متروبوليتان"وفي قاعة"ستراثمور هول أرتس سنتر". كما اكتشفها الجمهور حديثاً في أمستردام قبل أن تعود إلى قاعة"لارماتان"في العاصمة الفرنسيّة حيث تقدم حالياً. من ميزات اللوحة لدى فلتاؤوس، الدقة المتناهية التي بها يتفنن في رسم التفاصيل الصغيرة. والجدير بالذكر أن هذا الفنّان يقضي شهوراً طويلة من أجل أن ينجز لوحة واحدة. وهو يميل بشدة إلى رسم الورود والطبيعة والطيور وما يحوم حول زهرة أو حبّة فاكهة... فإذا به يتصور الحشرة مثلما هي في الحقيقة، بكل التفاصيل التي تشكلها. ويتمادى فيرسم ظلها طبقا للمكان الذي تقف فيه، والضوء الذي يحيط بها. وتنقسم بعض أعمال ضياء فلتاؤوس المرسومة إلى أربعة أجزاء في اللوحة الواحدة... بمعنى أن كل جزء يكمل الأخر، لكنه يشكل بمفرده لوحة متكاملة. ويعبر هذا الفنّان المصري، من خلال الأشياء والطبيعة، إلى مواقف محددة من الحياة اليومية... وكثيراً ما نقع، مثلاً، على وجه طفل صغير في ركن من أركان لوحته... وأحياناً أخرى، قد يتوقّف المتفرج طويلاً - كما حدث في إفتتاح المعرض الباريسي - أمام لوحة يسودها اللون الأزرق وتبدو كل العناصر المرسومة فوقها مكسورة، أو مصابة بخدش أو جرح، وهي لوحة تعبر بحسب الفنان، عن علاقة عاطفيّة تنتهي بشكل صاعق. وبين أعمال مجموعته الأخيرة المعروضة حالياً في باريس، نقع على لوحات تحاكي التراث الفرعوني... وهي لوحات مدهشة في دقتها. يرسم ضياء فلتاؤوس كمن يعبّر عن عن الدنيا والحب والحياة بأفراحها وأتراحها. لوحته تبدو، للوهلة الأولى، كأنها عبارة عن مناظر طبيعية خلابة مرسومة بألوان طاغية ملفتة للإنتباه، لكنّ تلك الألوان، تحديداً، هي التي سوف تقودنا الى رحلة بعيدة، وتجعلنا نخترق المشهد الطبيعي الخارجي وصولاً إلى جوهر الانسان، وأسرار الوجود. إنّه المضمون الحقيقي، المخفي في التفاصيل الصغيرة، والمعشش في زوايا اللوحة وثغرات المشهد المتعمّدة.