كغيرهم من شباب العالم، "أدمن" الفلسطينيون موقع "فيس بوك" الالكتروني في شكل كبير في الآونة الأخيرة، وبات الموقع الأكثر جذباً على الشبكة العنكبوتية بينهم، سواء للتعارف، أو تبادل الأغنيات والصور، والمذكرات، والمواعيد الغرامية وغير الغرامية، بعيداً من رقابة هذا وذاك. في أحد مطاعم رام الله الشهيرة كانت تمارة، الطالبة الجامعية، تعلم صديقاتها الخمس طريقة إنشاء صفحة خاصة لكل واحدة منهن على"فيس بوك"، وكيفية تحميل الصور، والأغنيات، وتبادلها. وتقول:"هذه تقنية رائعة، يمكن عبرها تبادل ما تريد مع من تشاء، من دون انتظار اللقاء المباشر، ومن دون عناء إرسال رسائل عبر البريد الالكتروني، كما أنها تبقى على الصفحة ولا تغادرها إلا حين يرغب صاحبها بذلك". وتضيف تمارة:"بات"فيس بوك"من أساسيات العصر، كما هو الجوال، و"اللاب توب"، و"الوايرلس"، بيننا نحن الشباب... من لم يسجل نفسه في"فيس بوك"بات بمثابة الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب". ويقول إياد الذي يعمل مهندساً:"الكثير منا اتجه نحو"فيس بوك"من باب التقليد، أو مشاركة الآخرين، والبعض كي لا يتهم بالتخلف، وعدم مواكبة التكنولوجيا, في حين يقضي آخرون ساعات أمامه، يتبادلون مع أصدقائهم صورهم الخاصة، أو العائلية، وأغنياتهم المفضلة، وأحياناً مقاطع"بلوتوث"مضحكة، أو"ساخنة"، خصوصاً إذا كان اسم الشخص وكنيته مستعارين". ويستخدم بعض الشباب موقع"فيس بوك"لخدمة قضايا سياسية، أو اجتماعية، وإقامة مجموعات تعبر عن أفكار وتوجهات في تلك المجالات. صبري مثلاً الناشط الاجتماعي، دعا عبر شبكة فلسطين على"فيس بوك"، إلى المشاركة في اعتصام للشباب والفتيات وجميع أفراد المجتمع عند دوار المنارة، وسط رام الله، الخميس الماضي، احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش. وكان مقرراً أن يرتدي المتظاهرون الأسود، ويطلقون بالونات سوداً باتجاه المقاطعة، موقع لقاء بوش بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، كرسالة احتجاج لمنع الأجهزة الأمنية الفلسطينية معارضي زيارة الرئيس الأميركي من الاقتراب من موقع اللقاء. وفي الإطار نفسه هناك مجموعات تنتصر لحقوق الشعب الفلسطيني في التحرر وتقرير المصير، منها ما يحمل عنوان"فلسطيني وبس" أو"بنحبك فلسطين"، في حين أسس شبان وفتيات فلسطينيون مجموعات لطرح قضايا حياتية مثل الزواج المختلط وجرائم الشرف. وهناك شباب فلسطينيون أسسوا مجموعات تتحدث عن مدنهم وبلداتهم وقراهم، كما هو حال شبان وفتيات بلدة بيت ريما، القريبة من رام الله. واستطاعت المجموعات ان تعيد التواصل بين أهل البلدة من رواد"فيس بوك"في الأراضي الفلسطينية، وخارجها، في الدول العربية كالأردن، ومصر، وفي أوروبا وأميركا. وتستثمر بعض المؤسسات الفلسطينية الموقع للترويج لفعالياتها، ومنتجاتها، والبيانات الصادرة عنها، ما يجعل"فيس بوك"أكثر من مجرد موقع للتعارف وتبادل الصور، ليتحول موقعاً للترويج، والتسويق، والإعلان، حتى ان هناك ركناً مخصصاً على الشبكة الفلسطينية داخل الموقع، للإعلان عن فعاليات وأمسيات فنية وثقافية في رام الله، وبيت لحم، والقدس، وحتى داخل الخط الأخضر.