أعلنت المديرة العامة للمتاحف العراقية ورئيسة هيئة الآثار والتراث عيدان الذهبي إعادة تأهيل قاعتي المعروضات الأشورية والاسلامية، لكنها اكدت ان فتح أبوابهما أمام الجمهور أمر غير وارد حالياً. وأوضحت الذهبي ان ادارة المتحف، وعلى رغم إعادة تاهيل القاعتين، وهما من كبريات قاعات المتحف، لا تنوي في الوقت الحاضر فتحهما امام الزوار"نظراً الى عدم وجود ضمانات كافية لكي لا يتعرض المتحف الى ما حدث عام 2003، في اشارة الى عملية السرقة والنهب بعد سقوط النظام السابق اثر الاجتياح الاميركي. ويضم المتحف الوطني 14 قاعة. ولحقت أضرار جسيمة بقاعات المتحف الكائن في وسط بغداد ناحية الكرخ، نتيجة النهب والسلب وتحطيم واجهات الخزائن وسرقة معروضاتها وموجودات أخرى بلغ عددها نحو 15 الف قطعة. ورأت الذهبي ان"إعادة القاعتين المخصصتين لقطع غير قابلة للسرقة في الوقت الحاضر هو الحل المناسب لتجنيبهما اي محاولات للسرقة في المستقبل ... ولا يزال هناك اكثر من 11 ألف قطعة مفقودة نأمل باستعادة عدد كبير منها مستقبلاً". وكشفت ان"كل القطع التي استردت وعددها نحو 4 آلاف خزنت في عنابر خاصة خاضعة لإجراءات صارمة يمنع الدخول اليها ... الى حين التأكد من إعادتها الى العرض مجدداً". وتضم القاعة الاسلامية آثاراً من العصر العباسي بينها محارب قديمة عليها نقوش حجرية بعبارات اسلامية وآيات قرانية وكتابات بالخط الكوفي، ويتوسطها صندوق خشبي كبير خصص لدفن الشيخ عبد الله العاقولي يعود تاريخ صناعته الى 1327 ميلادية. وهناك أيضاً قاعدة لأعمدة مصنوعة من مادة الجص تستخدم في البناء القديم تعود للقرن الخامس او السادس الهجري، جلبت من منطقة عانة في محافظة الأنبار غرب البلاد، وتعلو القاعة اكثر من لوحة جصية عملاقة مزخرفة. وتلفت الانتباه قطعة حجرية كانت تستخدم للوضوء في احد مساجد محافظة نينوى فيها خمسة ثقوب لخروج الماء وتعود للقرن الرابع عشر ميلادي، والى جانبها باب خشبي عملاق صنع ابان زمن السلطان بدر الدين لؤلؤ الاتابكي في القرن الثالث عشر ميلادي. وأفادت الذهبي بأن"البعثات العراقية بدأت التنقيب في عدد من مدن البلاد بعد توقف دام اكثر من خمس سنوات، وما يصل الى المتحف الآن هو جزء من اكتشافات هذه البعثات البالغ عددها 11 بعثة وكوادرها عراقية خالصة". وشملت إعادة تأهيل القاعتين عمليات ترميم لأجزاء من قطع الآثار التي تعرضت الى ضربات الفؤوس من قبل سارقين، خصوصاً في القاعة الآشورية التي تتميز معروضاتها بضخامتها. ومن القطع الأثرية التي شملتها اعادة التأهيل، تمثال كبير من الحجر للإله"آيا"، إله المياه والبحار، وعثر عليه قرب بوابة معبد سنا في خرسباد الآشورية، ولوحة جدارية كبيرة تعود الى قصر سرجون الثاني 721-705 قبل الميلاد تظهر الملك بملابس احتفال وهو يتلقى الهدايا من مسؤولي البلاط ويقف خلفه اشخاص يحملونها. وتبرز في هذه القاعة كذلك منحوتة من الرخام تظهر سائساً آشورياً يقود زوجاً من الخيل. يذكر ان الآشوريين كانوا استقروا في الجزء الشمالي من بلاد الرافدين في الألف الثالث قبل الميلاد. وقسم الباحثون العصر الاشوري الى حقبات منها القديم 1894-1881 والوسيط 1365-1330 والحديث 912-745 قبل الميلاد. ويعتمد المتحف الوطني على خبرات قدمها عدد من الدول الأوروبية، في مقدمتها فرنسا التي دربت فريقاً عراقياً على صيانة وحماية الآثار المتضررة، فضلاً عن دعم قدمته منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونيسكو. وتتميز القاعة الآشورية التي تعيد الى الأذهان أزمنة غابرة بضخامة معروضاتها التي تحول دون سرقتها أو إخفائها، خصوصاً الثوران المجنحان براسين بشريين وعليهما كتابات مسمارية من عصر الملك اشور ناصر بال الثاني 884-858 قبل الميلاد عثر عليهما عند احد مداخل قاعة العرش في القصر الغربي في نمرود.