غادر وفد سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة الفرنسية باريس، يمثل الهيئة العليا للسياحة، ووكالة الآثار والمتاحف، وجهات ذات صلة، للتحضير للإعلان في حزيران يونيو المقبل عن وضع مدائن صالح الأثرية على لائحة التراث العالمي ضمن قائمة منظمة"يونيسكو". وقال المندوب الدائم للسعودية لدى يونيسكو"الدكتور زياد الدريس ل"الحياة"، ان فعاليات ستنظم لمدائن صالح في"يونيسكو"غداً، وسيفتتحها الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان مع المدير العام للمنظمة كوتشيرو ماتسيورا، في حضور سفير السعودية لدى فرنسا محمد بن اسماعيل آل الشيخ، ونائب وزير التربية والتعليم الدكتور سعيد المليص. وأضاف الدريس أن" الآثار السعودية تستحق هذه التظاهرة بصفتها إرثاً إنسانياً عالمياً في شكل عام، وللتعريف ب"مدائن صالح"الأثرية. وحول ترشيح المملكة للحصول على مقعد في المجلس التنفيذي لمنظمة" يونيسكو"، أشار الدريس الى ان المملكة تلقى دعماً كبيراً من بعض الدول الشقيقة، وهناك فعاليات ثقافية تعمل على ترسيخ هذا الترشيح وتدعيمه، ولا شك في أن الفعاليات المقبلة للآثار السعودية سيكون لها الأثر الطيب في تقوية فرص فوز المملكة في المجلس التنفيذي في تشرين الأول أكتوبر المقبل". من جانبه اعتبر السفير السعودي لدى باريس محمد آل الشيخ، ان احتفالية اليوم الوطني هذه السنة ستخصص وقتاً للتعريف بالسياحة السعودية ومواقع الآثار . وأكد آل الشيخ أن"هناك توجيهات بتكثيف إقامة البرامج الثقافية السعودية في منظمة يونيسكو خصوصاً"، مشيراً الى أن"هذه التظاهرة تتزامن مع احتفال السفارة السعودية باليوم الوطني في اليوم نفسه. ومن المتوقع ان تحظى مدائن صالح، التي تقع في محافظة العلا شمال غربي البلاد بمكاسب معنوية كبيرة بعد تسجيلها، أبرزها الاهتمام والرعاية الدولية للموقع، وفي ما يتعلق بإحجام الدول العربية ومن ضمنها السعودية عن تسجيل مواقعها التاريخية قال المصدر، ان بعض الدول تخشى من التدخل في سيادتها على المواقع الأثرية التي تحتضنها، مؤكداً أن التسجيل في لائحة التراث العالمي يعني إشراف الخبراء في المنظمة على تلك المواقع، والإسهام في المحافظة عليها في الأوضاع الطبيعية أو الكوارث. وبيّن المصدر ان"اللجنة التي تدير دفة التنسيق مع المنظمة العالمية ستكمل مباحثات بدأتها في شأن موقعي"جدة القديمة"، و"حي الطريف"، اذ ستقدمهما رسمياً في الدورة المقبلة التي تبدأ في كانون الثاني يناير 2008. وكانت السعودية قررت قبل سنة الموافقة على تسجيل مدائن صالح والدرعية القديمة وجدة التاريخية، في قائمة التراث العالمي، بناء على تقرير ولي العهد ورئيس اللجنة الوزارية المشكلة لدرس الموضوع ،الأمير سلطان بن عبدالعزيز. ووفقاً للإحصاءات الأخيرة، فإن معالم التراث الثقافي والطبيعي المسجلة لدى" يونيسكو"بلغت في قائمة التراث العالمي 812 موقعاً حتى تموز يوليو 2005، منها 628 موقعاً للتراث الثقافي، و160 موقعاً للتراث الطبيعي، في حين بلغ عدد المواقع المشتركة الثقافية والطبيعية 24 موقعاً.