اصدر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي بصفته قائداً اعلى للقوات المسلحة، قراراً بترفيع العميد في الحرس الثوري محمد علي عزيز جعفري الى رتبة جنرال وتعيينه قائداً عاماً لقوات الحرس خلفاً للجنرال يحيى رحيم صفوي . كما عين خامنئي الجنرال صفوي مستشاراً اعلى له للشؤون العسكرية . وكان صفوي تولى قيادة الحرس الثوري عام 1997 خلفاً للجنرال محسن رضائي الذي تولى قيادة هذه القوات منذ تأسيسها عام 1980 حتى عام 1997. واستمر صفوي في هذا الموقع عشر سنوات. وافسحت عملية التغيير في قيادة الحرس خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة داخلياً ودولياً في المجال امام الكثير من التحليلات والتكهنات السياسية والعسكرية والامنية في ظل التحديات التي تواجهها البلاد أمام التهديد الاميركي بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران. ويعتبر جعفري من"الحمائم"داخل قيادة الحرس ، فهو اضافة الى كونه من القيادات الميدانية العسكرية ذات الخبرة الواسعة التي تتمتع بحدة ذكاء وتجارب عسكرية واسعة ومهمة اكتسبها من مشاركته في كل جبهات الحرب العراقية ضد ايران بين عامي 1980 و1988 ، هو ايضاً يعتبر على العكس من سلفه صفوي اكثر اعتدالاً في التعاطي مع الاجنحة والتيارات السياسية في الداخل ، اذ يعتبر من المقربين إلى أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ومن القائد السابق للحرس وسكرتير مجلس التشخيص الجنرال محسن رضائي . ووصول جعفري الى قيادة الحرس وهو الذي يتمتع بشعبية واسعة داخله وكذلك لدى المسؤولين الكبار ، وخدم سابقاً قائدً لفيلق القدس وللقوات البرية ، يمنحه قدرة على المناورة في وجه التحديات والضغوط التي يواجهها الحرس، خصوصاً أمام المساعي الاميركية لإدراج اسم هذه المؤسسة على لائحة المنظمات الارهابية ، على اعتبار ان الجهة الايرانية الاساس المعنية في المفاوضات الامنية حول العراق مع الادارة الاميركية هي الحرس، وبالتحديد قوات فيلق القدس، وان أي جدية اميركية في ادراج الحرس على لائحة الارهاب ، سيعني نسفاً لكل المفاوضات ونتائجها حول العراق والمنطقة . وتعيين جعفري في هذا الموقع وفي هذه المرحلة ، اضافة إلى دلالاته الداخلية التي من الممكن ان تتوضح في المستقبل وعملية ضخ دم جديد وشاب في قيادة الحرس، قد يسمح بحسب مراقبين، لبعض القيادات الايرانية خصوصاً رفسنجاني الذي كان على خلاف سياسي مع القائد السابق رحيم صفوي بتوجيه رسائل واضحة إلى الادارة الاميركية مفادها ان طهران على استعداد للحوار والتهدئة ، خصوصاً ان مؤشرات التحول داخل قيادة الحرس بدأت منذ تعيين نائب قائده الجنرال محمد باقر ذو القدر نائباً لوزير الخارجية ومن المحتمل ان يتولى الوزارة لاحقاً ، ومن ثم تعيين الجنرال علي رضا افشار مساعداً لوزير الداخلية للشؤون السياسية ، وهما من ابرز القادة تشدداً في الحرس. القائد الجديد للحرس الجنرال محمد علي عزيز جعفري ، من مواليد 1957 في مدينة يزد مدينة الرئيس السابق محمد خاتمي درس فيها المراحل الابتدائية حتى الثانوية . بدأ سنة 1977 بدراسة الهندسة المعمارية في جامعة طهران ، مع بدء نشاطه السياسي في معارضة الشاه. شكل في الجامعة اول اللجان الطالبية الاسلامية ومن ثم اول فريق جامعي لتسلق الجبال. واثناء دراسته، اعتقل من السلطات الامنية الملكية وزج في السجن . عام 1979 كان عضواً في الاتحاد الاسلامي للطلبة ممثلاً عن جامعة طهران في الجلسة التي قرر فيها الطلاب احتلال السفارة الاميركية في طهران . التحق عام 1980 بجبهات القتال ضد القوات العراقية التي هاجمت الاراضي الايرانية كعنصر من التعبئة الشعبية . وعام 1981 التحق بقوات حرس الثورة الاسلامية بعد تأسيسه ، واستمر 8 سنوات من الحرب العراقية مشاركاً على مختلف جبهات القتال حيث تولى قيادة اركان فيلقي الغرب والجنوب ثم مسؤولاً عن العمليات الحربية في منطقة سوسنغرد غرب وتولى خلال الحرب قيادة فيلق القدس . وبعد انتهاء الحرب عاد إلى الدراسة وحصل عام 1992 على ماجستير في الهندسة المعمارية. وبين عامي 1992 و 1993 خضع لدورة اركان في كلية الحرب التابعة للحرس . وتولى التدريس في المعهد العالي للدراسات الحربية والاستراتيجية التابع للحرس . تولى عام 1992 قيادة القوات البرية في الحرس بعد ان كان نائباً لقائده ، واستمر في هذا المنصب مدة 13 سنة ، وخلفه الجنرال احمد كاظمي الذي قضى قبل سنتين بحادث سقوط طائرة غرب ايران . ومنذ 2005 ظل مسؤولاً عن المركز الاستراتيجي للحرس .