سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيمة المعارضة نقلت الى مكان "اكثر اماناً" ... والصين تنصح العسكر ب "عدم المبالغة في الرد" على انتفاضة الرهبان . بورما : توقيف مئات ودهم أديرة بوذية ونهبها
فرقت قوى الامن البورمية أمس، حوالى 10 آلاف متظاهر قرب معبد سولي وسط العاصمة رانغون، بعدما انذرتهم بمغادرته خلال عشر دقائق تحت تهديد مواجهة"اقصى التدابير"وأطلقت النار في الهواء لتحذيرهم. وكشف شهود توقيف مئة شخص على الاقل وإرغامهم على الصعود الى شاحنات عسكرية، فيما فر متظاهرون آخرون مهرولين. وشارك عدد قليل من الرهبان في هذه التظاهرة التي انشد فيها المحتجون النشيد الوطني البورمي، وهتفوا في مواجهة شرطة مكافحة الشغب التي سدت كل الطرق المؤدية الى المعبد:"ليجنبنا الله الاخطار والفقر ولتعش قلوبنا ونفوسنا بسلام". وفي منطقة كياوكاسان شرق رانغون، اطلقت القوات البورمية النار في الهواء لمنع المتظاهرين من التجمع، بعدما تشكلت مجموعات صغيرة من المتظاهرين في الشارع، كما اعتقلت مئة راهب بوذي في معبد نغويكياريان, حيث رميت صور مسؤولي المعبد ارضاً. وعاد عدد من الرهبان الذين نجحوا في الفرار الى الدير فجراً, وبعضهم مصاب بجروح واضحة في الرأس خصوصاً. وقال بعضهم انهم"افلتوا من التوقيفات عبر الاختباء في الاشجار", مضيفين ان"المال والمجوهرات التي يقدمها المؤمنون الى الدير اختفت". وأبلغت السلطات وزارة الخارجية اليابانية مقتل ياباني في التظاهرات، ما جعله اول اجنبي يقتل بسبب الاضطرابات في بورما. وشهد ليل الاربعاء ? الخميس توقيف قوات الامن هلا بي وميينت ثين المسؤولين الكبيرين في حزب الرابطة الوطنية للديموقراطية المعارض بزعامة اونغ سان سو تشي, فيما اعلنت منظمة العفو الدولية اعتقال حوالى 300 شخص من معارضين وفنانين ورهبان خلال يومين، مبدية قلقها من خطر تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة على ايدي سلطات الحكم العسكري. وفي بروكسيل، نقل مصدر ديبلوماسي عن المفوضية الاوروبية انها اعلنت خلال اجتماع خبراء في القضايا الآسيوية من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ان الصين نصحت النظام الحاكم في بورما ب"عدم المبالغة في الرد على التظاهرات السلمية". كذلك اعلن ممثل عن المفوضية الاوروبية للخبراء ان زعيمة المعارضة اونغ سان سو كي التي تخضع للإقامة الجبرية منذ عام 2003 نقلت الى"مكان اكثر اماناً"، على رغم ان رئيس وزراء المعارضة البورمية في المنفى ساين وين اعلن اول من أمس ان اونغ سان سو كي نقلت الاحد الى السجن. وكانت الصين دعت بورما الثلثاء الماضي الى ادارة حركة الاحتجاج"في شكل مقبول"، وأملت في"استقرار بورما وتنميتها الاقتصادية"لكن مع التشديد على عدم التدخل في شؤونها الداخلية. وعكف الخبراء الاوروبيون في القضايا الآسيوية على درس الدعوات الى تشديد العقوبات الدولية التي تعتبر اصلاً صارمة في حق بورما، والتي تنص على منع 375 شخصاً من اعضاء النظام العسكري وعائلاتهم من دخول الاتحاد الاوروبي وتجميد حسابات اولئك الاشخاص. وفي سياق ردود الفعل العالمية المنددة بقمع التظاهرات، كتب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في صحيفة"ذي اندبندنت":"يجب ان يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد"، وحض الدول المجاورة لبورما على ممارسة نفوذها لدى السلطات العسكرية من اجل"ضمان الاستماع الى صوت البورميين". وأضاف براون:"اريد ان اقول لأعضاء النظام الذين امروا بالعنف ضد المواطنين: اسحبوا قواتكم فقد انتهى عهد الافلات من العقاب". وكان مجلس الامن دعا في اجتماع طارئ عقده اول من امس السلطات البورمية الى ضبط النفس في مواجهة المتظاهرين واستقبال موفد للأمم المتحدة. وطلبت سنغافورة التي تتولى حالياً رئاسة رابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان التي تضم بورما, من رانغون استقبال موفد الاممالمتحدة ابراهيم غمبري والسماح له بالوصول الى كل المعلومات. وقال بيان لوزارة الخارجية في سنغافورة ان"حلاً سلمياً سيتطلب تعاون وتدخل كل الاطراف, بمن فيهم الجيش". وفي سيدني, استنكر رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد القمع"المخيف"ضد المتظاهرين في بورما. وقال انه"نظام كريه والقمع مخيف".