تمكن الموفد الخاص للأمم المتحدة ابراهيم غمباري امس، وبعد مرور ثلاثة ايام على وصوله الى رانغون، من لقاء رئيس النظام العسكري الحاكم في بورما الجنرال ثان شوي، قبل ان يجتمع مجدداً مع زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام. وغادر غمباري ميانمار بورما، من دون اعلان نتيجة اجتماعه مع رئيس المجلس العسكري والبالغ من العمر 74 سنة، والذي نادراً ما يكترث بالعالم الخارجي. وكان الغرب يأمل بأن ينجح الموفد الدولي في اقناع ثان شوي بتخفيف القبضة الحديد للنظام، وإطلاق محادثات مع زعيمة المعارضة التي ما زالت قيد الاقامة الجبرية منذ العام 2003. راجع ص 8 وتوقف غمباري في سنغافورة مساء أمس، في طريقه الى نيويورك حيث سيطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على نتائج مهمته. وأفاد بيان لمكتب المنظمة الدولية في رانغون ان غمباري التقى ثان شوي وأعضاء في قيادة المجلس العسكري،"لبحث الوضع في بورما". وأعلن مسؤول في وزارة الاعلام البورمية أن ثان شوي استقبل غمباري في العاصمة الجديدة نايبيداو. أما اللقاء مع اونغ سان سو تشي، فعقد في رانغون كبرى مدن بورما، واستغرق 15 دقيقة. وصباح أمس، نقل غمباري وهو وزير سابق للخارجية في نيجيريا، الى ملعب رياضي في لاشيو، حيث حشد النظام عشرات الآلاف من الاشخاص، في تجمع مؤيد للسلطات. وجاء ذلك رداً على تظاهرات ضخمة معارضة للنظام في رانغون الأسبوع الماضي، تقدمها رهبان بوذيون وقمعتها قوات الأمن بعنف، مطلقة النار على المتظاهرين. وعلى رغم ان مصادر رسمية بورمية اعلنت ان عدد القتلى لا يتجاوز 13، بينهم مصور صحافي ياباني، فإن ديبلوماسيين غربيين في رانغون أفادوا أن الحصيلة أكبر بكثير. وفي سيدني، قال وزير الخارجية الأسترالي الكسندر داونر، أن اكثر من ثلاثين شخصاً قتلوا في تظاهرات بورما. في غضون ذلك، أكد مسؤولان بورمي ودولي، أن الف شخص على الأقل اعتقلوا الأسبوع الماضي، اثناء قمع التظاهرات المناهضة للسلطات العسكرية في بورما، واقتيدوا الى الحرم الجامعي في رانغون حيث ما زالوا محتجزين. وأوضح مسؤول بورمي طلب عدم كشف اسمه، أن 1700 شخص، بينهم 500 راهب بوذي، اعتقلوا في مقر المعهد التقني الحكومي في رانغون. واضاف ان بينهم 200 امرأة ورهباناً من الاطفال لا يزيد عمر أحدهم على عشر سنين. وفي نيويورك، اتهم وزير الخارجية البورمي يو نيان وين"انتهازيين سياسيين"مدعومين من"بلدان قوية"بالوقوف وراء قمع المتظاهرين.