اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس عن الامل، بالتوصل مع الفلسطينيين، الى وثيقة ترسي اسس مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية مسالمة نتيجة "مؤتمر الخريف" الدولي حول الشرق الاوسط في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ونقل مصدر عن اولمرت، قوله خلال جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، ان"من المحبذ بنتيجة هذا الاجتماع ان يصدر بيان مشترك حول المسائل الاساسية ليكون قاعدة للمفاوضات الهادفة لإقامة دولة فلسطينية". ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش الى عقد اجتماع دولي حول النزاع في الشرق الاوسط في الخريف المقبل بمشاركة المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين ومسؤولين من دول عربية. لكن الاسرائيليين والفلسطينيين الذين اجتمعوا مرات عدة تحضيراً لهذا الاجتماع يختلفون حول الاهداف منه. ويأمل اولمرت بإعلان مبادئ بالحد الادنى في حين ينتظر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعهداً واضحاً مرفقاً بجدول زمني بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. واضاف اولمرت ان"الدول التي ستدعوها الولاياتالمتحدة لهذا الاجتماع هي تلك التي تدعم تسوية سلمية مع اسرائيل وتقبل المبادئ المقررة من قبل المجتمع الدولي وخارطة الطريق"الخطة الدولية للسلام التي اطلقت في 2003. واعلنت واشنطن الاحد نيتها دعوة لجنة المتابعة في جامعة الدول العربية. وتضم هذه اللجنة المكلفة بالترويج لمبادرة السلام العربية الاردن ومصر، وهما الدولتان العربيتان الوحيدتان، اللتان وقعتا السلام مع اسرائيل، فضلا عن قطر والامارات العربية المتحدة والسعودية وسورية. واضاف"لن يكون هناك اي فارق مع خارطة الطريق ومطالبها"في اشارة الى ان خطة السلام الدولية هذه تدعو اولا الى وقف اعمال العنف الاسرائيلية - الفلسطينية. وفي مواجهة الانتقادات حول المحادثات مع الفلسطينيين الصادرة ايضاً من صفوف حزبه"كاديما"الوسطي دعا اولمرت الى حوار مؤكداً ان كل الذين يرفضون اي حوار"يقودوننا في الواقع الى مستقبل حرب وسفك دماء ونزاع متواصل". وعن حركة"حماس"قال رئيس الوزراء ان حكومته تنوي"اتخاذ اجراءات ضد نظام حماس"في محاولة لوقف اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل. لكنه لم يوضح طبيعة هذه الاجراءات. ومهدت اسرائيل الطريق الاربعاء الماضي امام فرض عقوبات اقتصادية على قطاع غزة عبر اعلانه"كيانا معاديا". واكد اولمرت انه يسعى في الاتصالات، التي يجريها مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أبو مازن لبلورة"بيان مشترك"يتم طرحه على"مؤتمر واشنطن". وقال إن المؤتمر الذي دعت إلى عقده واشنطن"ليس مؤتمر سلام إنما لقاء دولياً"بمشاركة دول عربية معتدلة يراد منه توفير غطاء دولي لعملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ومن أجل تعزيز القوى العربية المعتدلة التي تؤيد التسوية مع إسرائيل"وتقبل بأسس المجتمع الدولي وخريطة الطريق". وأضاف انه سيتم في نهاية"اللقاء"إقرار بيان مشترك يتطرق إلى القضايا الرئيسة لتشكل أساساً للمفاوضات في شأن إقامة الدولة الفلسطينية. وشدد على ان إسرائيل لن تحيد عن"خريطة الطريق الدولية والالتزامات الواردة في مراحلها المختلفة"، مشككاً في الآن ذاته في قدرة الفلسطينيين على تنفيذ تفاهمات يتم التوصل إليها مع إسرائيل. وقال"سنختبر هذه القدرة قبل أن نقرر صنع السلام". مع ذلك دافع اولمرت عن اعتباره"أبو مازن"شريكاً في المفاوضات وقال إن الأخير ورئيس حكومته الدكتور سلام فياض يؤيدان حل الدولتين لشعبين ويقبلان بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي. وزاد ان انهيار حكومة الوحدة الفلسطينية وسيطرة"حماس"على قطاع غزة"خلقا فرصة لتعزيز العلاقات مع المعتدلين في محاولة لتقوية مكانتهم في الشارع الفلسطيني". وأضاف ان عباس وفياض والمعتدلين هم"العنوان الوحيد الملائم للتحاور وان من ينادي بعدم التحاور معهم فإنه عملياً ينادي باستمرار الحرب والدماء والصدام بلا توقف"وأضاف انه سيلتقي عباس مجدداً الأسبوع المقبل ليشرع بعد ذلك طاقما المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني في محاولة صوغ مسودة البيان المشترك.