صادقت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية أمس على اقتراح رئيسها ايهود اولمرت الإفراج عن 90 سجيناً فلسطينياً، غالبيتهم من حركة"فتح"وممن لم تتلطخ أياديهم بالدماء، وفقاً للقاموس الإسرائيلي، وذلك كبادرة حسن نية لرئيس السلطة الفلسطينية لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، كما أكد اولمرت. والتأمت اللجنة الوزارية لشؤون السجناء برئاسة اولمرت مساء أمس للتصديق على قرار الحكومة. وأيد القرار 16 وزيراً وعارضه ستة آخرون بداعي أنه لا يجوز لإسرائيل أن تطلق أياً من السجناء الفلسطينيين وعددهم يفوق 11 ألفاً من دون الحصول على"مقابل"من السلطة الفلسطينية. وجاء ان عشرة سجناء كانوا مدرجين على لائحة مئة أسير سيفرج عنهم أُسقطوا عنها بداعي أنهم لم يستوفوا المعايير المحددة للإفراج عنهم وفي مقدمها:"تلطخ أياديهم بالدم"أو انتماؤهم إلى"الجهاد الإسلامي"أو"حماس". وسيخضع نحو نصف المفرج عنهم إلى إجراءات خاصة ليحصلوا على عفو من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. وكان اولمرت قال في اجتماع وزراء حزبه"كديما"الذي سبق اجتماع الحكومة ان الإفراج عن سجناء بادرة حسن نية للفلسطينيين لمناسبة شهر رمضان وأن هذه الخطوة لن تمس المساعي الرامية للإفراج عن الجندي الإسرائيلي المخطوف في قطاع غزة غلعاد شاليت. واحتج أقطاب اليمين على قرار الحكومة على أن يتم بحث الموضوع في اجتماع يعقده الكنيست البرلمان اليوم. وقالت أوساط قريبة من اولمرت ان قراره يصب في اتجاه رغبته في دعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن قبل عقد المؤتمر الدولي للسلام في واشنطن بعد شهرين. وأضافت ان الخطوة الإسرائيلية ترمي إلى تعزيز الثقة بين الحكومة الإسرائيلية وحكومة تسيير الاعمال الفلسطينية برئاسة الدكتور سلام فياض. إلى ذلك أفادت مصادر سياسية إسرائيلية ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أدركت بعد زيارتها القدس ورام الله الأسبوع الماضي ان الظروف لم تنضج بعد ليتوصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى تفاهمات حول قضايا الصراع الجوهرية القدس واللاجئين والحدود وأن لا أمل واقعياً في أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق إطار في المستقبل المنظور، وعليه يجدر بهما التوصل إلى"وثيقة تفاهمات"حول بعض المواضيع يتم عرضها في المؤتمر الدولي في"بيان مشترك"، إسرائيلي - فلسطيني. وأضافت المصادر ان إسرائيل لا تزال تصر على أن يتم التطرق في البيان المشترك إلى القضايا الجوهرية بشكل عام،"ليكون المؤتمر المقبل محركاً لعملية سياسية وليس نهاية العملية". وسيلتقي اولمرت وعباس للمرة السادسة هذا العام مطلع الشهر المقبل وبحضور طاقمي المفاوضات اللذين عيناهما لصوغ مسودة التفاهمات. وفي نهاية الشهر ذاته سيغادر اولمرت إلى كل من لندن وباريس للقاء قادتهما وإطلاعهم على اتصالاته مع عباس، فضلاً عن"سبل لجم المشروع النووي الايراني". في غضون ذلك وجه عدد من أبرز الأدباء ورجال الفكر في إسرائيل نداء أمس إلى اولمرت يدعونه فيه إلى بذل كل الجهود لعدم تفويت الفرصة السانحة للتوصل إلى تفاهمات جوهرية مع رئيس السلطة الفلسطينية عشية انعقاد المؤتمر الدولي في واشنطن. كما دعوه إلى التحاور مع حركة"حماس" للتوصل إلى اتفاق لوقف قصف البلدات جنوب إسرائيل بقذائف صاروخية.