قاد نجم فريق الاتحاد اللاعب محمد نور فريقه لفوز عريض على مستضيفه النصر بخماسية، كان لصاحب القميص رقم 18 منها هدفان، فيما كانت للاعب نفسه بصمة على الأهداف الخمسة التي ولجت الشباك النصراوية، وأبقت"العميد"في الصدارة بعد الجولة الرابعة من الدوري السعودي الممتاز. ظهر الفريق الأبيض بمستوى وأداء مختلفين عن مبارياته السابقة، وقد يكون للون القمصان الجديدة دور في ذلك، وهذا ما يعزز القول بأن تواضع مستوى الفريق الاتحادي في المباريات الماضية كان نتيجة لخلافات بين اللاعبين والمدرب السابق البرازيلي كندينو، تحولت إلى عدم اقتناع به، وعدم استعداد للتعاون معه، ما عجل بقرار إقالته، وليس استقالته كما أعلنت الإدارة الاتحادية. وكشفت أحداث المباراة عن شهية مفتوحة لمركز القيادة الاتحادية اللاعب محمد نور، الذي بدا وكأنه أحد المساحين الذين كلفوا باكتشاف مساحة الملعب، إذ ظهر في أحسن حالاته، وكأنه تحرر من القيود التي فرضها عليه المدرب المستقيل - المقال. وإذا ما استمر الفريق الاتحادي على هذا الأداء وهذه العناصر في مبارياته المقبلة، فسيكون الأكثر حظوظاً للفوز باللقب الجديد - القديم، ويحسب للإدارة الاتحادية إبقاؤها على المحترف الغاني الحسن كيتا، الذي يشكل قوة ضاربة على دفاعات الخصوم، وهو ما وضح أمام دفاع النصر الذي لم يستطع الصمود أمام الغارات الاتحادية المتكررة. لكن وضع الفريق النصراوي بقي، وسيبقى، لغزاً محيراً لجماهيره، ولكل المتابعين، في ظل هذا الظهور الباهت للفريق الذي كشفه أداؤه المتواضع في لقائه الأخير أمام الاتحاد، ليضع أكثر من علامة استفهام على وضعية الفريق ومستقبله، على رغم كل ما سبق بداية الموسم من ضجيج داخل البيت النصراوي، إلاّ أن استراتيجية العمل التي انتهجتها الإدارة النصراوية في تطعيم الفريق بعناصر منتهية الصلاحية أسقطت الفريق منذ البداية، وأعادته إلى الدوامة الموسمية التي لازمته خلال السنوات العشر الأخيرة. إن المتتبع للفريق الأصفر يقرأ من خلال قائمة الفريق الأخيرة رغبة الإدارة في كسر حاجز الغياب الطويل للفريق عن البطولات، بواسطة مجموعة عناصر تجاوز سن بعضها الثلاثين عاماً، وباتت أقرب إلى الاعتزال منها لتحقيق طموحات جماهير"العالمي"الصابرة، في الوقت الذي تحوّل فيه نجم النصر الأول سعد الحارثي إلى لعب كل الأدوار، فمرة يكون مدافعاً، وفي جانب آخر من المباراة تراه يقوم بدور صانع لعب، في ظل قيام اللاعب الأجنبي التون بالاستعراض من دون أن يقدم أية فائدة تذكر، ومرة ينسل كالغزال ليقوم بدوره الرئيسي كمهاجم، ليسجل الهدف الوحيد للنصر. ولعل الخطأ الذي ارتكبته الإدارة النصراوية هذا الموسم أنها استعجلت البطولة، وأهملت صناعة فريق جديد، يمكن بقليل من الصبر قد لا يتجاوز العامين أن يعيد لنا نصر ماجد ومحيسن والهريفي، وهذا لن يكون بعيد المنال، أو صعب التحقيق، فالنادي الذي اكتشف سعد الحارثي يمكن أن يكتشف غيره، وفي كل الخطوط. ويبدو واضحاً الآن أن الفريق بات بعيداً عن المنافسة على بطولة الدوري، لكن الأمل ما زال قائماً في تحقيق مركز متقدم يمنح الفريق شرف المشاركة في بطولة كأس الملك، ويبقى ذلك مرهوناً بما ستقوم به الإدارة والجهاز الفني في تطعيم الفريق بعدد من العناصر الشابة، والبحث من الآن عن أجانب يسهمون في الدفع بالفريق إلى الأمام، وليس إعادته إلى الخلف، لأن النصر يجب أن يبقى في الواجهة، وهذه مسؤولية كل محبيه وأعضاء شرفه وأصحاب القرار.