حدد الرئيس جورج بوش مقياس النجاح في العراق "خفض نسبة العنف الى مستوى مقبول". وحذر في الوقت ذاته من أن الفشل يعني"تنامي قدرة ايران لنشر التطرف الشيعي وزعزعة استقرار المنطقة". وأكد رغبته في حل أزمة الملف النووي الايراني بالوسائل الديبلوماسية، وسط تكهنات باحتمال حصول ضربة عسكرية. وتزامنت تصريحات بوش مع اعلان الجيش الاميركي اعتقال ضابط في"فيلق القدس"التابع للحرس الثوري الايراني في السليمانية شمال العراق فيما أكدت مصادر ايرانية وعراقية وكردية ان المعتقل رجل أعمال يزور العراق ضمن وفد تجاري. وأوضح بوش في مؤتمر صحافي أمس معايير النجاح في العراق بأنها تتمثل ب"خفض نسبة العنف الى مستوى مقبول، وانشاء حكومة قادرة على الاستمرار، وجيش عراقي يحفظ الاستقرار الداخلي وأمن الحدود، وديموقراطية تتماشى مع الأسلوب العراقي وحليفة للولايات المتحدة ضد التطرف". وحذر من أن الفشل ستكون له عواقب وخيمة بينها"تنامي قوة ايران على نشر التطرف الشيعي وتطوير السلاح النووي وزعزعة استقرار المنطقة". وأقر بتراجع صدقيته لدى الأميركيين، وقال:"إن الناس يصغون لبترايوس"أكثر منه. وأضاف أن أحد أوجه عملية المصالحة بين العراقيين يقتضي"حكومة فاعلة لتمرير قوانين توزيع النفط والعودة عن اجتثاث البعث وانتخابات المحافظات". وشدد على"الحاجة لمزيد من العمل"لإثبات"فاعلية الحكومة العراقية"قبل أن يستدرك قائلاً إن"هذه الحكومة فاعلة". وأكد أن الأهداف في العراق"لم تتغير"منذ بدء تطبيق استراتيجية زيادة عدد القوات بداية العام، لجهة نقل السلطة الأمنية الى العراقيين التي كانت متوقعة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل وجرى تأجيلها الى بداية الصيف المقبل. لافتاً الى أن"الطريق للوصول الى هذه الأهداف أبطأ مما اعتقدنا"انما"هناك التزام بجدوى تحقيقها". من جهة أخرى، أعرب بوش عن"حزنه"لمقتل مدنيين في اطلاق نار الأحد في بغداد، مؤكداً انه يريد ان يعرف ما حصل بالضبط قبل اتخاذ موقف من هذا الحادث الذي تورطت فيه شركة"بلاك ووتر"الامنية الاميركية. واضاف انه سيبحث في هذه المسألة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاسبوع المقبل. الى ذلك، اكد الرئيس الأميركي رغبته في حل الأزمة النووية الايرانية بالوسائل السلمية. وقال رداً على سؤال عن تصريح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تطرق الى احتمال اندلاع حرب ضد ايران في حال عدم تعليق برنامجها النووي،"قلت باستمرار انني آمل ان نتمكن من اقناع النظام الايراني بالتخلي عن طموحه المتمثل بتطوير برنامج اسلحة نووية وذلك بالطرق السلمية". واضاف:"يفترض ان يكون هذا هدف اي عمل ديبلوماسي". وتابع:"اننا نعمل مع حلفائنا واصدقائنا على ارسال رسالة واضحة الى الايرانيين لنقول لهم ان هناك طريقا افضل من العزلة المالية والعقوبات الاقتصادية". وشدد على أهمية التعامل"بجدية كبيرة"مع التهديدات التي صدرت عن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لا سيما ضد اسرائيل. وأضاف:"سنواصل الضغط على الايرانيين والهدف بالطبع هو حل المشكلة سلمياَ". على صعيد آخر قال بوش ان بلاده تتوقع من كوريا الشمالية الا"تساهم في انتشار الاسلحة النووية وان تفي بالتزامها التخلي عنها". وتابع ان ما قاله هو"تصريح ذو طابع عام"، رافضا التعليق على احتمال وجود تعاون نووي بين سورية وبيونغيانغ. وكانت دورية"رول كول"المتخصصة بشؤون الكونغرس نقلت عن بوش قوله، خلال اجتماع معه أول من أمس، إنه"شديد الاقتناع بصواب سياسته في العراق"ورافض"لتبني أي خطوة يتخذها الكونغرس نحو خفض عدد القوات"أو"لجعل توصيات لجنة بيكر - هاملتون قانوناً". وأضافت انه سيستخدم حق النقض لمعارضة أي تدخل من الكونغرس في ادارة الحرب. وأكد أنه سأل بترايوس:"هل يمكننا أن ننجح؟ اذا كان هذا الأمر غير ممكن فلن نستمر". وقدمت وزارة الخارجية الايرانية احتجاجاً لدى السلطات العراقية على اعتقال القوات الاميركية مواطناً ايرانياً في السليمانية. واعلنت الوزارة ان"السفارة الايرانية في بغداد نقلت رسالة الى وزارة الخارجية العراقية تعبر فيها عن احتجاجها الشديد".