أكدت موسكو دعمها جهود الحكومة العراقية لتحسين الوضع الأمني، وحرصها على"عراق مستقل قادر على الدفاع عن مصالحه"، فيما أعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن أمل بلاده في الحصول على مساعدة روسية لتطبيع علاقات العراق مع جيرانه. وأكد زيباري، الذي يزور موسكو لثلاثة أيام، أنه يتطلع إلى تعزيز التعاون بين البلدين. وكانت العلاقات بينهما مرت بمرحلة فتور منذ الحرب على العراق وسقوط النظام السابق، وظلت مسألة العقود التي وقعتها الشركات النفطية الروسية في عهد صدام حسين نقطة خلاف كبرى، إذ تطالب موسكو بتنفيذها، فيما تصر بغداد على اجراء مراجعة شاملة للعلاقات بين البلدين على أساس المتغيرات التي شهدها العراق، خصوصاً على صعيد استثمارات قطاع النفط، في إشارة إلى ضرورة مراجعة العقود النفطية لتنسجم مع القانون الجديد الذي لم يقر بعد. ويأخذ مسؤولون عراقيون على موسكو عدم تنشيط اتصالاتها مع الحكومة، ويلمح بعضهم إلى توجه روسي لانتظار ما قد تسفر عنه التطورات الأمنية والسياسية. ويعتقد خبراء روس أن زيارة زيباري تهدف إلى تحسين مستوى الاتصالات ودفع التعاون بين البلدين في مرحلة حاسمة بالنسبة إلى الحكومة العراقية. واستهل الوزير العراقي، الذي سيحضر اجتماعات اللجنة المشتركة للتعاون التي تبدأ أعمالها في موسكو اليوم، بالإشارة إلى أنه سيقدم توضيحات إضافية لنية القيادة العراقية إعادة النظر في اتفاقات وقعها النظام السابق مع شركات النفط الأجنبية. ولمح إلى حرص العراق على تسوية قضية الديون العراقية للاتحاد السوفياتي السابق والتي تقدرها موسكو بنحو عشرة بلايين دولار، مشيراً إلى"توجه بغداد لعرض اتفاق شامل على الروس تكون تسوية قضية الديون جزءاً منه". ولفت إلى أن"هذه المسألة ترتبط بملفات أخرى بينها خطط الشركات الروسية للعمل في العراق". واستبق زيباري محادثات أجراها أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بالإشارة إلى حرص بغداد على الحصول على مساعدة موسكو لتطبيع علاقات العراق مع جيرانه، مشيراً إلى"دور كبير"تلعبه روسيا في المنطقة، ويمكن أن يشكل مدخلاً مناسباً لمساعدة بغداد. من جهته، استهل لافروف المحادثات بتأكيد حرص بلاده على"عراق قوي مستقل". وأوضح أن روسيا مهتمة بأن يكون العراق"بلداً مستقلاً وسيادياً قادراً على الدفاع عن مصالحه الخاصة"، لافتاً إلى"خطورة الوضع الاقليمي حالياً". وقال إن"المنطقة في حاجة إلى عراق كهذا بالذات من أجل حفظ السلام والاستقرار"، وأشار إلى أن المسؤولين الروس تمكنوا خلال زيارتهم لبلدان المنطقة من لمس الموقف الموحد لدول الشرق الأوسط الهادف إلى تعزيز سيادة العراق وأمنه. وأكد أن روسيا"تطلعت وتتطلع في كل مراحل تعزيز سيادة العراق إلى الإسهام بقسطها في تحقيق هذا الهدف". وأوضح لافروف في مؤتمر صحافي عقده مع زيباري في ختام المحادثات، أن الطرفين"بحثا في تنفيذ قرارات لقاء شرم الشيخ الأخير حول العراق، والتحضيرات الجارية للقاء على مستوى الوزراء تستضيفه اسطنبول الشهر المقبل"، ولاحظ"تحسناً أمنياً في العراق، مؤكداً الحاجة لمزيد من العمل من المجتمع الدولي وتنشيط دور الأممالمتحدة"، وأكد أن روسيا"ستبذل جهوداً لدعم تطبيع علاقات العراق مع جيرانه". وتعوّل موسكو على الأفكار التي يحملها زيباري والتي ستكون محور بحث أساسي خلال جلسة اللجنة المشتركة اليوم التي يحضرها من الجانب الروسي وزير الطاقة فيكتور خريستينكو.