تصل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة اليوم في مسعى الى تهيئة الاجواء من اجل انجاح المؤتمر الدولي للسلام، في وقت تثار شكوك في امكان تحقيق اختراق، خصوصا في ضوء تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت اخيرا بأن هدف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني هو التوصل الى"بيان مشترك"وليس"اتفاق مبادئ"، في حين تصطدم جهود رايس بخلافات داخل الادارة الاميركية على جدول الاعمال تعززها حسابات الانتخابات الاميركية الرئاسية المقبلة. رغم ذلك، استبقت السلطة الفلسطينية وصول رايس بشن حملة واسعة على حركة"حماس"في الضفة الغربية بهدف عزلها. راجع ص 4 ويرى الفلسطينيون ان زيارة رايس التحضيرية ستحدد مآل المؤتمر الدولي، علما ان الوزيرة الاميركية ستحاول تكثيف الضغوط على القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية للتوصل الى"اتفاق مبادئ"في اجتماعاتهما. وفي هذا الصدد، اكد نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس محمود عباس ان"نجاح المؤتمر يعتمد على التحضير، خصوصا المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، فاذا نجحت هذه التحضيرات سينجح المؤتمر، واذا فشلت سيفشل". وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات ل"الحياة"ان لقاء عباس مع رايس سيركز على جوهر"مؤتمر الخريف"ومضمونه الذي يقوم على"وضع آليات لتنفيذ الانسحابات الاسرائيلية وفرق الرقابة وتنفيذ مبادرة السلام العربية وتحقيق رؤية الرئيس بوش لعملية السلام". واوضح مسؤول رفيع قريب الى عباس ل"الحياة"ان الرئيس الفلسطيني الذي سيطلب من رايس عدم تحديد موعد لعقد المؤتمر قبل ان تظهر بوادر اتفاق جدي بينه وبين اولمرت، لن يعتذر عن المشاركة في حال وجهت اليه دعوة الى الحضور. لكن المسؤول اوضح ان التوقعات الفلسطينية من هذا المؤتمر"متواضعة جدا"لانه"من الواضح ان اولمرت غير قادر، وغير راغب، في التوصل الى اتفاق تفصيلي بسبب مشاكله الداخلية التي تجعله ضعيفا امام المعارضة داخل حزبه وفي البرلمان". ورغم خفض التوقعات الفلسطينية من المؤتمر، قررت الحكومة برئاسة سلام فياض في رام الله امس شن حملة واسعة ضد"حماس"في الضفة شملت قراراً بوقف رواتب 21 نائباً من الحركة، بينهم محمد الزهار وسعيد صيام واسماعيل هنية، اتهمتهم ب"التحريض على الحكومة والسلطة والمشروع الوطني". كما كلفت الحكومة وزير الاوقاف اعادة تشكيل لجان الزكاة على مستوى الرئاسة والاعضاء، واعادة تعيين أئمة المساجد وفق ادوارهم في تلك المساجد. وتأتي حملة التضييق على"حماس"في وقت اكدت مصادر ديبلوماسية معنية مباشرة بالملف الفلسطيني - الاسرائيلي ل"الحياة"في واشنطن ان رايس ستسعى الى دفع المفاوضات"للخروج بالتزامات تهيئ لاتفاق مبادئ يتعهد فيه الاسرائيليون الانسحاب من الضفة وتفكيك بعض المستوطنات في مقابل تنازلات فلسطينية في مسألة عودة اللاجئين واستكمال عزل حماس". واضافت المصادر أن واشنطن تدرس"تأجيل المؤتمر"في حال تعذر التوصل الى اتفاق مبدئي على جدول اعماله وعناوينه. وتصطدم مساعي رايس بعوامل داخلية وخلافات في الادارة الأميركية على هذه القضايا، في ظل رفض الخط المتشدد في البيت الأبيض تضمين الاتفاق قضايا الحل النهائي القدس واللاجئون والحدود، وفي الوقت نفسه وجود معارضة في الوسط السياسي الأميركي لتقديم أي تنازلات للفلسطينيين في مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية.