استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة مساء أول من أمس، رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف، وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية. وكان شريف عاد من إسلام آباد الاثنين الماضي، بعدما رفضت السلطات الباكستانية عودته وأمرت بإبعاده. وهو يحل ضيفاً على السعودية بعدما رحبت به للإقامة على اراضيها مرة أخرى إثر عودته من اسلام أباد، بعد تجاوزه تعهداً بعدم العودة إلى باكستان والعمل في المجال السياسي. وفي اسلام آباد، أجرى رئيس لجنة الانتخابات تعديلاً على البند القانوني المتعلق بالرئاسة، يتيح من خلاله الفرصة للرئيس برويز مشرّف الترشح للرئاسة مرة ثانية من دون فترة الانتظار التي ينص عليها الدستور الباكستاني، وذلك في حال تخلي مشرّف عن منصبه كقائد للجيش. وينص التعديل الذي اجراه رئيس لجنة الانتخابات على ان فترة الانتظار لم تعد لازمة بالنسبة الى أي موظف حكومي أو ضابط في الجيش، اذا استقال من منصبه قبل يوم ترشحه. وجادل بعض الخبراء القانونيين بأن تعديل هذه المادة في الدستور الباكستاني، يحتاج إلى غالبية الثلثين في البرلمان، وأنه ليس من حق رئيس لجنة الانتخابات اسقاطها، بل تنحصر صلاحياته في تعديل طريقة اجراء الانتخابات وتحديد موعد محدد لها. ورأت أوساط المعارضة في قرار رئيس لجنة الانتخابات محاولة من الرئيس مشرف لتأمين إعادة انتخابه من جانب البرلمان الحالي. وقال عبد الغفار عزيز الناطق باسم زعيم تحالف الأحزاب الدينية المعارضة الاسلامية في البرلمان إن ما اقدم عليه رئيس لجنة الانتخابات يعد مخالفة قانونية ودستورية، وان المعارضة ستطعن في مشروعية هذا التصرف أمام المحكمة العليا. ولمحت الحكومة الباكستانية إلى أن انتخابات الرئاسة ستجرى في الثامن من الشهر المقبل، وهو اليوم الذي يلي تعيين الجنرال مشرّف نائباً له في قيادة القوات الباكستانية ويمكن أن يعلن فيه تنازله عن منصبه كقائد للقوات الباكستانية. وجاء هذا التطور بعد لقاء مشرّف رئيس الحزب الحاكم تشودري شجاعت حسين وأركان الحزب الذين أكدوا تأييدهم إعادة انتخاب الرئيس. ولم تتطرق وسائل الإعلام الباكستانية التي تحدثت عن هذا اللقاء، عن موقف الحزب الحاكم من التعديل الذي اجراه رئيس لجنة الانتخابات.