الشمرة نبات ينتمي الى الفصيلة الخيمية، زهره أصفر وحبّه أخضر مستطيل. موطنه الأصلي حوض البحر الأبيض المتوسط. عرف في الطب القديم باسم"الرّازيانج"ويعرف في سورية ومصر باسم"الشمر"، وفي حلب باسم الشمرة. واسم شمر آت من اللغة الهيروغليفية. ويروى عن الشمرة أن الأفاعي يقل بصرها في أيام الشتاء لاختفائها تحت الأرض، لكنها في فصل الربيع تخرج من أوكارها لتكتحل بالشمرة فينجلي بصرها. المصريون القدامى كانوا من الأوائل الذين عرفوا مزايا الشمرة الطبية، ومنهم انتقلت هذه المعرفة الى الرومان الذين تولوا نقلها الى مختلف أنحاء أوروبا. الطب الشعبي في الهند والصين يعتمد كثيراً على الشمرة لاستحضار أدوية تستعمل في علاجات مختلفة. أما عن مواصفات الشمرة الغذائية والطبية فهي الآتية: - الشمرة من النباتات الفقيرة بالطاقة، فمئة غرام منها تولد 25 سعرة حرارية، وهذا ما يجعلها محط اهتمام الذين يتبعون أنظمة غذائية لتخسيس الوزن، خصوصاً أنها تحتوي على نسبة لا بأس بها من الألياف التي تسهم في قمع الشهية نوعاً ما، كما أن الألياف تعتبر ضرورية لعمل الأمعاء ولمحاربة داء العصر الإمساك القبض، وهي مفيدة في الوقاية من السرطان، وفي خفض مستوى الكوليسترول في الدم. - على صعيد المعادن تحتوي الشمرة على طائفة واسعة من الفيتامينات من بينها: الفيتامين ث المقوي للمناعة، والفيتامين وپE الجوهري لعملية الإخصاب وللوقاية من الأمراض القلبية الوعائية، والفيتامين أ الذي يعطي جمال اللون وبريق البصر. والفيتامين ب9 الذي يشارك في صنع البروتينات والمادة الوراثية وخضاب الدم، وهذا الفيتامين مهم جداً للحوامل إذ يلعب دوراً بارزاً في الوقاية من التشوهات الولادية. - من جهة المعادن، فإن الشمرة غنية باثنين من المعادن هما: البوتاسيوم والمغنيزيوم، والأول مهم للعضلات والجملة العصبية والقلب. أما الثاني فيسهم في انتاج الطاقة، وفي ضمان التقلص العضلي، وفي تنظيم ضربات القلب، وفي نقل الاشارات العصبية، وفي تكوين العظام. - يستخلص من ثمار الشمرة زيت طيار له خواص مسكنة ومضادة للسعال وطاردة للغازات. كما يصنع من ثمار الشمرة سائل يفيد في غسل العيون ودر الحليب وتنظيم العادة الشهرية، ولعلاج نفخة البطن، خصوصاً عند الأطفال الرضع. وينفع زيت الشمرة في تهدئة الأوجاع الناتجة من العادة الشهرية، وفي مداواة التشعر الشعرانية. وقد عزا البحاثة هذا التأثير الأخير الى الفعل الاستروجيني نسبة الى هورمون الأنوثة الاستروجين الذي يتمتع به زيت الشمرة. - ان كل 100 غرام من الشمرة تعطي حوالى 0.3 غرام من الأدهان، وهي كمية متواضعة لكنها تتجاوز الكمية الوسطية المتوافرة في غالبية البقوليات. وتمتاز هذه الأدهان بأنها غنية بالأحماض الدهنية الأساسية التي تملك أثراً طيباً على صعيد الحماية من الأمراض القلبية الوعائية. أما بالنسبة الى السكريات، فالشمرة تحتوي على كمية شحيحة جداً. - تستعمل الشمرة، طازجة أو يابسة، كثيراً في الطعام لإكسابه طعماً شهياً ورائحة عطرة. وتضاف خصوصاً الى الأطعمة الثقيلة الهضم. كما يصنع من جذور الشمرة شراب يؤخذ بعد الأكل. والإيطاليون والفرنسيون يستعينون كثيراً بالشمرة في تحضير أطباق الطعام. في المختصر المفيد، ان الشمرة تجمع في طياتها مركبات بنسبة متوازنة ومتناسبة لها أطيب الأثر على الجسم فتعينه في دفع الأمراض خصوصاً الأمراض القلبية الوعائية والسرطانات.