اعلن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق ان الولاياتالمتحدة "تحقق اهدافها العسكرية وان حجم القوات في العراق يمكن البدء في خفضه بحلول الصيف المقبل". وقال، في افادة مشتركة اعدها مع السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر وقدمها الى الكونغرس امس بعدما قابلته صيحات استنكار من معارضي الحرب، ان"الاهداف العسكرية لزيادة حجم القوات تتحقق الى حد كبير". واشار الى ان ايران تشن"حرباً بالوكالة"عبر ميليشيات شيعية، ضد الدولة العراقية وقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق. واوضح انه"يتضح اكثر فاكثر للتحالف وللقادة العراقيين ان ايران ... تسعى الى تحويل ميليشيات عراقية الى قوة شبيهة ب"حزب الله"خدمة لمصالحها ولتشن حرباً بالوكالة ضد الدولة العراقية وقوات التحالف في العراق". راجع ص 2 و3 واضاف"اعتقد اننا سنتمكن من خفض قواتنا الى مستويات ما قبل الزيادة بحلول الصيف المقبل من دون تعريض المكاسب الامنية للخطر"مشيراً الى ان اي خفض"مبكر"للقوات في العراق سيعود"بنتائج كارثية". ويأتي موقف كبير العسكريين الاميركيين في العراق في بداية تقويمه المرتقب للوضع في العراق الذي سيكون له اثر كبير على الاستراتيجية الاميركية المقبلة في هذا البلد في وقت اعلن فيه الجيش الاميركي مساء امس مقتل تسعة من جنوده في حادثي سير غرب العاصمة وشرقها ما يرفع الى 3760 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا منذ اجتياح العراق، حسب ارقام وزارة الدفاع الاميركية. وأوصى بترايوس بخفض اولي للقوات يشمل اربعة الاف جندي في كانون الاول ديسمبر في وقت اعلن كروكر ان"من الممكن تحقيق الاهداف الاميركية واحلال السلام في العراق". وكان تقرير اصدره معهد السلام الاميركي قال ان الولاياتالمتحدة يجب ان تخفض قواتها في العراق بمقدار النصف، خلال ثلاث سنوات، وان تنسحب كلية منه خلال خمس سنوات. وشدد على ان حكومة العراق، سببت"خيبة امل"حتى الآن، و"انها لن تكون قادرة على تولي مسؤولياتها الامنية لإعادة اعمار البلاد قبل هذه المهلة". ولاحظ التقرير، الذي تزامن مع انباء افادت ان الولاياتالمتحدة ستبني قاعدة عسكرية قريبة من الحدود الايرانية، ان"الولاياتالمتحدة تواجه تحديات في العالم، اكبر من ان تسمح لها بمواصلة جهودها بالمستوى الحالي في العراق، او حتى الانتشار الذي كان قائما قبل تعزيز القوات". كما حذر الجنرال المتقاعد في المارينز جيمس جونز من ان القوات العراقية التي دربها الاميركيون"لن تكون قادرة على تولي المهمات القتالية وحدها قبل ما بين 12 و18 شهراً على الاقل". واعتبر تقرير معهد السلام ان قرار الرئيس بوش تعزيز القوات الاميركية في العراق ادى فقط الى"خفض هامشي لعدم الاستقرار في اقسام من البلاد، لا سيما بغداد، مقارنة مع اسوأ ايام العنف عام 2006". رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي سيزور واشنطن في 22 من الشهر الجاري، شدد قبل ساعات من تقديم بترايوس وكروكر تقريرهما على الحاجة الماسة الى القوات الاميركية"لان القوات العراقية غير مستعدة بعد للدفاع عن البلاد"، وقال ان حكومته نجحت في وقف انزلاق البلاد الى هاوية الحرب الاهلية، ولفت الى ان اعمال العنف انخفضت بنسبة 75 في المئة منذ الشروع بخطة فرض القانون في العاصمة. وقال المالكي لاعضاء مجلس النواب العراقي، في جلسة استثنائية امس، ان حكومته استطاعت خلال الفترة الماضية بأكملها وقف اندلاع حرب أهلية كانت وشيكة الوقوع وكادت ان تهدد البلاد بأكمله. واشار الى ان خيار المصالحة الوطنية هو"الخيار الأوحد"امام الحكومة لانقاذ العملية السياسية، لافتاً الى ان جهود الحكومة في هذا الاطار"اثمرت نجاحاً في تفعيل مبادرة المصالحة والحوار الوطني". وكشف عن اتصالات ولقاءات عقدتها الحكومة مع شخصيات واحزاب سياسية معارضة، وقال انها"اشرفت بشكل مباشر على ادارة عدد من الاجتماعات داخل العراق وخارجه وأرسلت وفوداً للاجتماع مع شخصيات واحزاب سياسية معارضة وعدد من دول الجوار". وذكّر رئيس الحكومة اعضاء البرلمان بأن ما حققته تجربة"مجالس الانقاذ"التي تم شكلتها العشائر العراقية في مختلف مدن العراق تُعد انجازاً يُسجل لحكومته وتمثل احد ثمار المصالحة الوطنية. واردف ان"الانفتاح والتعاون مع العشائر العراقية كان له الاثر البالغ في القضاء على المنظمات الارهابية واستعادة مناطق عدة في البلاد ابرزها مدينتا الانبار وديالى". وعلى الصعيد الخارجي قال المالكي"نشعر اليوم بأن علاقات العراق مع دول المنطقة افضل بكثير مما كانت عليه في وقت سابق"، لافتاً الى ان انعقاد المؤتمرات الدولية والاقليمية في شأن العراق اخيراً تصب في هذا الاطار.