تتواصل في جزيرة الليدو في مدينة البندقية الإيطالية، نشاطات الدورة ال64 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي. فبعد فيلم الافتتاح"التوبة"للمخرج جو رايت، كان اليوم الثاني من المسابقة أميركياً وشهد عرض فيلم"مايكل كلاينتون"للمخرج توني غيلروي وفيلم"ريد أكتيد"أو سري ومشفّر للمخرج برايان دي بالما. دي بالما المعروف بدقته في صوغ الشخصيات وتكويناتها النفسية عجز في هذا الفيلم عن تقديم شخصيات مُقنعة. وغلب الشعار السياسي والصورة النمطية على الأحداث والشخصيات لديه. فقد أخفق المخرج في استيعاب تعقّد الحرب في العراق. حاول إظهار بشاعة الأحداث الواقعة خارج ساحة المواجهات القتالية، وبالذات حالات الاغتصاب وهتك الأعراض على يد الجنود، إلاّ أنه انتهى إلى اختزال مأساة الحرب في أزمة جنسية لمجموعة ساقطة منهم. وبقدر إخفاق دي بالما نجح زميله توني غيلروي في رسم شخصية محكمة زادها اكتمالاً أداء النجم جورج كلوني. يروي الفيلم قصة أربعة أيام من حياة المحامي مايكل كلاينتون الذي تقوده الصدفة والرغبة في إنقاذ زميله آرثر إلى كشف خفايا مؤامرة اقتصادية شريرة للهيمنة على مؤسسة استثمارية أميركية كبيرة. وعلى رغم أن المهرجان لا يزال في بدايته فإن أداء جورج كلوني الرائع لشخصية"مايكل كلاينتون"يضعه في مقدم المتنافسين على جائزة أفضل ممثل.