أنطلقت أمس الأربعاء فعاليات الدورة الثالثة والستين لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، محوّلاً كما العادة منذ 70 سنة جزيرة الليدو المتاخمة للمدينة العائمة إلى عاصمة للسينما العالمية. وأبدى مدير المهرجان ماركو موللر ارتياحه لاختيارات هذه السنة، مؤكداً أنه شاهد ومستشاروه نحو ألف وخمسمئة فيلم روائي طويل وأكثر من خمسمئة فيلم قصير ووثائقي. وإذا كان اضطر إلى حصر اختياراته بپ60 شريطاً، فإن أكثر من 30 فيلماً آخر كانت تستحق أن تكون ضمن هذه الاختيارات التي تشكّل منهج المهرجان الذي ينقسم على البرنامج الرسمي المتضمن لواحد وعشرين فيلماً في المسابقة الرسمية. لكن فيلم الافتتاح"داليا السوداء"لم يكن على مستوى التوقعات، إذ جاء أضعف بكثير من أفلام برايان دي بالما السابقة كفيلم"المعصومون"من بطولة كيفين كوستنر وروبرت دي نيرو وشون كونوري، وپ"سكارفيس"وپ"طريقة كارليتو". والفيلم مقتبس من رواية تحمل اسمه للكاتب الأميركي جيمس إيلّروي ويتناول جريمة مريعة وغامضة ارتكبت في هوليوود تعجز الشرطة عن كشف الفاعل ودوافعه لقتل شابة بطريقة وحشية. وهو من بطولة الشقراء الأغلى أجراً حالياً في السينما الأميركية سكارليت جوهانسن والنجمة الأخرى الحائزة جائزتي أوسكار هيلاري سوانك. وعلى رغم أن اسم جوهانسن يأتي في مقدم الممثلين، لكن أداء سوانك جعلها تتفوق عليها، إذ نجحت بأدائها في تحقيق الغموض الذي يميزّ أفلام المخرج. وضمن برنامج"آفاق"، عُرض الشريط الوثائقي"يو أس ضد جون لينون"من إخراج ديفيد ليف وجون شينفيلد. وشكّل الشريط وثيقة دامغة للمؤامرة التي تعرّض لها مغني الروك الشهير ومؤسس فرقة البيتلز وأفضت إلى اغتياله في شقّته في نيويورك. وسُجلت الجريمة باسم أحد أنصار لينون بينما توحي الأدلة بأنه قُتل بسبب مواقفه المناصرة للسلم وعدائه للحرب على فيتنام في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون. وتحوّل مقطع إحدى أغاني جون لينون"دعونا نُعطي السلام فرصة أخرى..."إلى الشعار الأبرز ضد الحرب، ما أزعج أجهزة الاستخبارات والشرطة الأميركية التي كانت وضعت لينون تحت المراقبة الشديدة.