بينما استعادت معارك مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي "فتح الإسلام" حماوتها، قفزت الى الواجهة أمس قضية إجلاء المسلحين المصابين من المخيم، بعدما أعلن عضو"رابطة علماء فلسطين"الشيخ محمد الحاج تلقيه اتصالاً ليل أول من أمس، من الناطق الإعلامي باسم التنظيم أبو سليم طه، سائلاً عن موضوع اخراج الجرحى. وقال الحاج ل"الحياة":"الأمور أصبحت الآن في مرحلة ترتيب الإجراءات لإخراجهم، علماً أن العملية تختلف عن إخراج النساء والأطفال"، معتبراً أن"للقضية بعداً إنسانياً وأن الجيش وعد بتسهيل الأمور لإخراج الجرحى الذين سيسلمون أنفسهم إليه وسيوفر لهم محاكمة عادلة". وعن موعد تنفيذ العملية قال الحاج:"عامل الزمن يحدده الجيش، فالقضية أصبحت في يد قيادته وهي تحدد الإجراءات اللازمة والموعد". لكن مصدراً أمنياً قال إن"الجيش يرفض أن تقتصر أي عملية إجلاء على الجرحى"، مؤكداً أن"أي إجلاء يجب أن يشمل كل المسلحين". وقال المصدر:"هذه مجموعة إرهابية تخوض معركة مع الجيش، ومنطق الحروب لا ينص على إجلاء المسلحين الجرحى بما يريح المسلحين الآخرين ليواصلوا معركتهم، من هذا المنطلق المطلوب هو تسليم الجرحى ومن تبقى من المقاتلين، فنقدم للجرحى العناية اللازمة واللائقة ثم إحالتهم مع المقاتلين على محاكمة عادلة". وكشفت مصادر مطلعة لپ"الحياة"أن قادة الأجهزة الأمنية أبلغوا مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، تطابق أقوال عضو تنظيم"فتح الإسلام"محمد قاسم السعدي الملقب ب"أبو عمار العطار"الذي أوقف بعدما فر سباحة من نهر البارد، مع إفادات عائلات مسلحي"فتح الإسلام"التي أخليت الأسبوع الماضي وبينهن زوجة قائد التنظيم شاكر العبسي وابنتاه، على أن العبسي لا يزال موجوداً في المخيم، وانه مصاب في كتفه. وأفادت النساء بأنهن رأينه قبل مغادرتهن المخيم وأنه زارهن في الملجأ الذي كن فيه وأبلغهن شخصياً خبر خروجهن من المخيم. وأفدن بأنهن لم يكن يعرفن شيئاً عما يحصل داخل المخيم خصوصاً أنهن كن موجودات في ملجأ عليه حراسة مشددة. أما في ما يتعلق بالمعارك، اندلعت منذ الفجر مواجهات عنيفة أغارت خلالها مروحيات الجيش خمس مرات على"المثلث الأمني"، وتحديداً بعض الملاجئ التي يتحصن فيها المسلحين. وتركزت في أطراف حي المهجرين وفي محيط سعسع ومقر المجلس الثوري وأطراف حي الدامون. وبحث رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اتصال هاتفي، موضوع إعادة إعمار مخيم نهر البارد، مؤكداً التعاون اللبناني ? الفلسطيني في هذا الإطار. وكشف ممثل اللجنة السلطة في لبنان عباس زكي أن السنيورة سيوجه دعوة لعقد مؤتمر للدول المانحة في 10 أيلول المقبل بهدف إعادة إعمار"البارد". وقال:"اتفقنا على ان النزوح موقت والعودة مؤكدة، وستبدأ إجراءات إعادة بناء المخيم حالما ننتهي من العصابة والركام والألغام وهي مسألة أيام". وقال زكي:"تأكدنا أن الجامعة اللبنانية بكل فروعها مفتوحة أمام كل الطلاب الفلسطينيين الذين نجحوا في الشهادة الثانوية وهم سيعاملون كالطلبة اللبنانيين، ونحن مستعدون للتكفل بأي عجز حتى بالرسوم الرمزية التي تدفع". وأشار الى أنه اتفق مع السنيورة على إعطاء الفلسطينيين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية فلسطينية فترة لتصحيح أوضاعهم. ورحبت المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان "حقوق" ب"المحاولات التي تقوم بها"أونروا"لاستئجار أراض مجاورة لمخيم نهر البارد لإقامة منشآت ووحدات سكنية موقته عليها"، منوهة بمبادرة بعض الفلسطينيين تقديم أراض لهذه الغاية. وكان رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي اطلع الرئيس امين الجميّل على"اجواء اعادة اعمار مخيم نهر البارد وما تقوم به اللجنة من معالجة ملف اللاجئين الفلسطينيين".