أكد الرئيس السوداني عمر البشير استعداد حكومته لإجراء محادثات مع متمردي دارفور في تشرين الأول أكتوبر المقبل في مكان تتفق عليه أطراف النزاع، فيما انضم قادة"جبهة الشرق"المتمردة سابقاً في شرق البلاد إلى الحكومة أمس بأداء ثلاثة من رموزها اليمين الدستورية لشغل مناصب رئاسية ووزارية. وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أمس الحكومة السودانية وأطراف نزاع دارفور إلى الامتناع عن أي عملية عسكرية، واصفاً أعمال العنف الأخيرة في الإقليم بأنها"غير مقبولة". وأطلع مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى دارفور سالم أحمد سالم الرئيس السوداني أمس على نتائج المشاورات التي أجراها في الإقليم بهدف التحضير للمحادثات المرتقبة بين الحكومة والمتمردين، وجهود تهيئة الأجواء بين الأطراف المتنازعة لإيجاد أرضية صلبة لإنهاء الصراع قبل بدء عملية التفاوض. وقال سالم للصحافيين إنه شرح للبشير الأوضاع الأمنية في دارفور عقب زيارته مدن الجنينة ونيالا وزالنجي، مشدداً على ضرورة تهيئة الأجواء للمحادثات. وذكر أن الأخير أبدى تفهماً لأهمية المسألة الأمنية وعودة النازحين إلى قراهم التي هجروها، مؤكداً حرصهم على توسيع المشاورات مع أهل دارفور لإشراكهم في العملية السلمية. وأضاف:"نقلت إلى البشير شواغل الحركات المتمردة وسكان المخيمات والقضايا التي يودون طرحها في المفاوضات المقبلة". وكان ألوف تظاهروا أول من أمس في زالنجي ليظهروا لسالم الذي زار المدينة مدى يأسهم من عملية السلام التي فشلت في إحلال الأمن، في وقت طالب تحالف لمجموعة من القوى السياسية يضم أحزاباً بارزة في المعارضة، حزب"المؤتمر الوطني"الحاكم بوقف تسليح الميليشيات ونزع سلاحها. وطالب تحالف"القوى الوطنية"في بيان الحزب الحاكم ب"الكف عن زعزعة الأمن وتسليح الميليشيات وتحريضها، والالتزام باتفاقات الصلح التي وقع عليها مع بعض القبائل". ودعا"الحركة الشعبية لتحرير السودان"إلى"التجاوب مع متطلبات أهل دارفور، وفي مقدمها وحدة الإقليم والتعويضات الفردية واختيار نائب للرئيس واقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وحسم الأراضي المتنازع عليها". وطاردت مجموعة انفصلت عن تظاهرة زالنجي الحاشدة موكب سالم الذي قوبل بغضب بالغ من المطار حتى المدينة التي ولد فيها زعيم"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور، ولوحت له بالعصي والسكاكين. وعلى قمة تلة تشرف على المدينة، خرجت عشرات النساء في تظاهرة خلال اجتماع سالم مع قادة التجمعات السكانية. ورفض نازحون الاجتماع مع سالم في المخيمات، لكن بعضهم جاء لمقابلته في المدينة. وقال زكريا يحيى جاموس، وهو زعيم قبلي من مخيم"حصاحيصا"خارج زالنجي:"نريد أن تأتي القوات الدولية وتنزع سلاح الميليشيات، لكن في الوقت ذاته نريد أن يذهب عبدالواحد ليتفاوض". واتفق الزعماء المجتمعون على أنهم يريدون تعويضات ونزع سلاح جميع الجماعات المسلحة والمتمردين والميليشيات حتى تتسنى لهم العودة إلى قراهم في أمان. وقال سكان من زالنجي إن حل الصراع في دارفور لن يتحقق سوى بنزع السلاح. وفي الخرطوم، انضم قادة"جبهة الشرق"المتمردة سابقاً في شرق السودان إلى الحكومة أمس بعد يوم من عودتهم إلى البلاد. وأدى رئيس الجبهة موسى محمد أحمد اليمين الدستورية مساعداً للرئيس، ونائبته آمنة ضرار مستشارة للرئيس، والأمين العام للجبهة مبارك مبروك سليم وزير دولة للنقل والطرق. وحضروا أول اجتماع رسمي مع نائب الرئيس علي عثمان طه لمناقشة ترجمة الاتفاق الذي وقعوه مع الحكومة في أسمرا في تشرين الأول الماضي. وأعلن البشير دعم شركائه الجدد في السلطة وتقديم المساعدة لهم حتى يؤدوا دورهم في الحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الشرق، كما تعهد نائبه طه الذي يرأس لجنة لتنفيذ اتفاق أسمرا بإكمال ملف الترتيبات الأمنية والعسكرية. وقال محمد أحمد للصحافيين عقب ادائه اليمين الدستورية:"نتحمل مسؤولية وطنية على مستوى البلاد وعلى مستوى الشرق".