ابدت كتل سياسية عراقية منخرطة في العملية السياسية تحفظها عن الاتفاق الرباعي الذي اعلنه الخميس الماضي"حزب الدعوة الاسلامية"و"المجلس الاسلامي الأعلى"الشيعيان اضافة الى الحزبين الكرديين"الوطني الديموقراطي"و"الاتحاد الكردستاني"واطلق عليه"جبهة المعتدلين"فيما أكدت اطراف في"جبهة التوافق"و"العراقية"والصدرية و"الفضيلة"سعيها لانشاء تحالف مضاد. وذكر عزت الشابندر الناطق باسم"القائمة العراقية"بزعامة اياد علاوي"ان الاعلان عن تشكيل جبهة المعتدلين سرع وتيرة الحوار بين الكتل التي لم تشارك في هذه الجبهة لاطلاق تحالف جديد يحمل مشروعا وطنياً". وقال الشابندر ل"الحياة"ان"جبهة المعتدلين او التحالف الرباعي الذي اعلن عنه الاسبوع الماضي جاء كاجراء استباقي ورد فعل على سعي بعض الاطراف الوطنية لتشكيل تحالف سياسي وطني لتغيير المعادلة الحالية وتشكيل حكومة وطنية غير طائفية". واشار الى وجود"مشاورات ومحادثات بين اطراف من الكتلة الصدرية وحزب الفضيلة وجبهة التوافق وبعض فروع حزب الدعوة لانشاء تكتل جديد قد يحصل على الغالبية النيابية القادرة على تصحيح مسار العملية السياسية". ووصف الشابندر الاتفاق الرباعي بأنه"اتفاق طائفي وعرقي وغير قادر على المحافظة على استمرار عمل الحكومة الحالية"وتوقع انهيارها والاتفاق"قريبا على اعادة تشكيلها برئاسة نوري المالكي نفسه او برئاسة نائب رئيس الجمهورية الحالي عادل عبدالمهدي". وقال النائب عن"جبهة التوافق"والقيادي في"الحزب الاسلامي"عمر عبدالستار الذي كان من المقرر ان يكون حزبه احد الاحزاب المنضوية في جبهة المعتدلين ل"الحياة"ان"الاطراف المشاركة في الاتفاق الرباعي سعت منذ فترة طويلة لاشراك الحزب الاسلامي في هذا الاتفاق، ولكننا عارضنا ذلك لان تشكيل مثل هذه الجبهات لا يحل الازمة وسيؤدي الى مزيد من الانقسامات الطائفية والفئوية، اضافة الى ان الاتفاق الرباعي يسعى الى ابقاء الحكومة الحالية التي لم تقدم أي شيء يذكر للشعب العراقي". وعبر عبدالستار عن اعتقاده بأن يؤدي"الاتفاق الرباعي"الى نشوء جبهات وتكتلات اخرى مضادة، مشيراً الى"وجود مساع تبذل بين اطراف التوافق والقائمة العراقية والفضيلة والكتلة الصدرية، وقد تتسارع الآن، لانشاء جبهة جديدة بينها". لكنه اكد ان الحزب الاسلامي يسعى الى الوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف السياسية وسيرفض الاشتراك في أي جبهة جديدة. اما الامين العام لحزب الفضيلة نديم الجابري، فوصف الاتفاق الرباعي بأنه"ولد ميتاً ولن يستطيع ان يؤدي الاهداف المرسومة له"، واكد سعي الاطراف السياسية الاخرى الى"انشاء تحالف سياسي مضاد". وقال الجابري ل"الحياة"ان"الاحزاب الكردية وقعت هذا الاتفاق لانها تريد ابقاء الحكومة المركزية ضعيفة خدمة لتوجهاتها الفيديرالية. اما الاحزاب الشيعية فتريد البقاء في السلطة ولو بشكل صوري"، ولفت الى ان"هذه الاحزاب فشلت في ضم الحزب الاسلامي، ولذا يعد هذا الاتفاق طائفياً وعنصرياً لا يستطيع ان يضمن استمرار عمل حكومة المالكي". واضاف الجابري"نعتقد الآن ان الارضية اصبحت ملائمة لطرح المشروع الوطني الذي كنا نسعى اليه منذ فترة طويلة بالاشتراك مع الكتل الاخرى مثل القائمة العراقية والكتلة الصدرية، وهناك الآن نقاشات اكثر جدية وتقارب في وجهات النظر بين جهات عدة لانشاء غالبية برلمانية وجبهة وطنية قادرة على تغيير قواعد العملية السياسية الحالية". وكان النائب عن الكتلة الصدرية الشيخ ناصر الساعدي، اكد امس في تصريح صحافي سعي كتلته لانشاء تحالف يقف بمواجهة التحالف الرباعي الذي اعلن عنه الخميس الماضي. وقال الساعدي ان كتلته 30 مقعدا برلمانيا من اصل 275"اتصلت بكل من حزب الفضيلة 15 مقعدا وجبهة التوافق 44 مقعدا والقائمة العراقية 24 مقعدا وحزب الدعوة - تنظيم العراق 15 مقعدا وببعض النواب المستقلين في الائتلاف الموحد 30 مقعداً لتشكيل تكتل جديد داخل مجلس النواب يأخذ على عاتقه التصدي للكتلة الرباعية".