علمت "الحياة" ان رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري دعا الى ترقب الاتصالات الخارجية التي ستجرى حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني لعلها تنتج جديداً يساعده على رفع وتيرة تحركه من أجل إنجاز هذا الاستحقاق في موعده الدستوري. وأبلغ بري زواره انه سيبذل جهده للتوصل الى توافق بين اللبنانيين قبل موعد الجلسة النيابية التي أكد انه سيدعو اليها في 25 أيلول سبتمبر المقبل، وأنه مصر على التوصل الى هذا التوافق بين اللبنانيين قبل نهاية ولاية الرئيس اميل لحود منتصف ليل 23 تشرين الثاني نوفمبر المقبل اذا تعذر ذلك قبل بدء المهلة الدستورية شهران لانتخاب الرئيس الجديد. وقال:"أنا متأكد اننا نستطيع الاتفاق إذ لا مجال أمام اللبنانيين إلا أن يتفقوا مهما كانت الصعوبات". وبموازاة الحماوة التي يشهدها الاستحقاق الرئاسي اللبناني، شهدت الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي"فتح الإسلام"في مخيم نهر البارد في الشمال حماوة لا تقل أهمية أمس إذ ان القصف الذي نفذه الجيش على مواقع المسلحين أدى الى طمر عدد من الملاجئ التي يعتقد ان بعضهم يحتمي فيها وفي أبنيتها تحت الأرض. وفيما تدخل معارك مخيم نهر البارد شهرها الرابع اليوم بدأت في 20 أيار / مايو أشارت معلومات رسمية الى أن مقاومة المسلحين بدأت تتراجع... لكنهم تمكنوا من إطلاق صاروخ من نوع غراد الى منطقة تقع شمال المخيم لم يؤد الى إصابات. راجع ص 6 و7 وكانت حمى انتخابات الرئاسة في لبنان استمرت على وتيرتها في التصاعد، وعلمت"الحياة"ان على رغم استمرار طرح المعارضة شرط قيام حكومة وحدة وطنية تحصل فيها قواها على الثلث المعطل قبل انتخاب الرئيس العتيد، مقابل تأكيد بعض قادة الأكثرية ان المطلوب ضمان حصول الانتخابات الرئاسية وعدم الوقوع في الفراغ الرئاسي، فإن بعض الدوائر الضيقة بدأ يبحث في أسماء المرشحين، في محاولة لاستكشاف إمكان التوافق على اسم الرئيس العتيد. وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان الرئيس بري استمزج بعض الجهات حول أربعة أسماء لمرشحين للرئاسة وأنه سأل عن الموقف المحتمل للأكثرية منها، في سياق التحضير لتوسيع مشاوراته في الأسابيع القليلة المقبلة. وأفادت معلومات"الحياة"ان بين ما ينتظره بري أجوبة هذه الجهات على لائحة الأسماء التي طرحها، وانه يسعى بعيداً من الأضواء الى استطلاع مواقف فرقاء في الأكثرية لمعرفة استعدادها للتوصل الى رئيس توافقي، وتعتقد المصادر العليمة باللائحة هذه انه سبق ان تداول فيها مع حلفائه وخصوصاً"حزب الله". وفي وقت يعمل بري على قاعدة أن اقتراب الاستحقاق الرئاسي بات يوجب العمل على الاتفاق على اسم الرئيس ضمناً كمدخل لاتفاق يطمئن الأكثرية الى إجراء الانتخابات الرئاسية ويؤدي الى قيام حكومة وحدة وطنية الذي هو شرط المعارضة، على أن تحدد آلية التنفيذ في شكل متلازم أو متزامن فإن قادة"حزب الله"كرروا أمس التأكيد ان لا بحث في رئيس توافقي إذا لم تشكل حكومة وحدة وطنية. كما ان بعض هؤلاء القادة حذر من ان ستكون لديهم"إجراءات ميدانية ولن نسمح تحت أي ظرف للأميركيين بأن يأتوا بموظف رئيس أو عبد يعمل لديهم...". إلا أن بري أوضح أمس في حديث الى محطة"بي بي سي"ان المخرج من الأزمة السياسية هو بالتوافق بين تشكيل حكومة وحدة والتوافق على رئيس، معتبراً حكومة الوحدة"بداية حقيقية لإيجاد رئاسة الجمهورية وتوافق قبل ان يتسلم الرئيس...". وأرخى تصاعد الخلاف السعودي - السوري بظله على الوضع اللبناني أمس أيضاً وصدرت تصريحات عدة من نواب في الأكثرية ضد الحملات السورية على سياسة المملكة العربية السعودية، فيما قال موفد بري الى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لدعوته الى حضور مهرجان الذكرى ال29 لإخفاء الإمام موسى الصدر ان"المملكة تقوم بدور أساس في لبنان ولإنقاذه... ونشكرها عليه. وأي شيء آخر لا يعنينا...". وقال بري في تصريحات له ان"أي خلاف بين أي بلد عربي وآخر، وخصوصاً بين الأخوة في سورية والأخوة في السعودية لا يساعد على الحل في لبنان". ودعا رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص الى وقف للسجال بين السعودية وبين سورية، معتبراً ان السعودية هي الوحيدة القادرة على مساعدة لبنان للخروج من أزمته. وفي سياق ارتفاع حمى الاستحقاق الرئاسي، ينتظر ان يعقد ممثلو القوى المسيحية في قوى 14 آذار اجتماعاً غداً الاثنين رجحت مصادر مطلعة ان يكون بضيافة رئيس الهيئة التنفيذية لحزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع. وأعلن الرئيس السابق أمين الجميل أمس ان من يعطّل الاستحقاق الرئاسي الذي يفترض ان يتم في موعده"متآمر كبير على الحضور المسيحي"، وفيما تبلغ بري من النائب السابق نسيب لحود ترشحه للرئاسة معلناً معارضة تعديل الدستور من أجل الرئاسة ولأسباب شخصية اجتمع جعجع مساء أمس مع البطريرك الماروني نصر الله صفير، وأعلن بعد الاجتماع ان"تعطيل الانتخابات الرئاسية خط أحمر لدينا لأنه الأمل الوحيد للبنانيين". وأسف جعجع"للجوء البعض الى تحوير مواقف البطريرك"، لافتاً الى"ان عدم تعديل الدستور كان ثابتة من ثوابت البطريرك صفير والبطريركية، وهو لا يزال على هذه الثابتة، أما حين يطرح السؤال على غبطته ان المعارضة والموالاة أي كل اللبنانيين اذا اجمعوا على تعديل الدستور، وفي هذا التعديل إنقاذ لبنان، فكان جوابه أنا في المبدأ ضد التعديل ولكن اذا كان الإنقاذ في ذلك فلا مانع، وهذا لا يجوز استغلاله وتفسيره بأن البطريرك مع تعديل الدستور، فالبطريرك في المبدأ وعملياً ضد التعديل خصوصاً لكي يتماشى هذا التعديل مع مصلحة بعض الأشخاص أو الفرقاء، ان هذا الموضوع مبالغ فيه، والبطريرك لا يزال على موقفه المبدئي والثابت وجوابه جاء رداً على سؤال طرح بشكل يؤدي الى هذا الجواب".