قالت مصادر قيادية في حركة "أمل" ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يواصل تحركه في كل الاتجاهات المحلية والعربية والدولية من أجل توفير المناخ السياسي لاجتياز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان على قاعدة التوافق بين القوى المحلية الفاعلة، مؤكدة أنه، ما عدا ذلك، غير ملزم بأي جدول أعمال خارجي يتناقض ورغبته في انقاذ البلد أو بمواقف داخلية يمكن أن تعيق تحركه وانفتاحه على الجميع. وكشفت المصادر نفسها لپ"الحياة"ان بري طرح في الآونة الأخيرة مجموعة من الأفكار في محاولة للتأسيس لمرحلة سياسية جديدة من دون العودة الى حلفائه أو التشاور معهم. وقالت انه ليس طرفاً في الحملات التي تستهدف سفيري الولاياتالمتحدة الأميركية جيفري فيلتمان والمملكة العربية السعودية عبدالعزيز خوجة. وتابعت ان بري ليس في حاجة الى أي جهة أو شخص لينوب عنه في توجيه انتقاداته للسياسة الأميركية في المنطقة وان ما لديه من ملاحظات ومآخذ يطرحها أمام السفير فيلتمان، لافتة الى ابدائه عدم ارتياحه الى الحملة التي تستهدف الملكة العربية السعودية وسفيرها في لبنان والى انه استقبل السفير خوجة السبت الماضي ليرد على ما أشاعه بعض حلفائه من أن لا لقاء ثانياً للسفير السعودي مع رئيس المجلس، وانه لم يحمل معه أي جديد. وأكدت المصادر أن لقاء بري ? خوجة تم بناء لرغبة الأول الذي لن يترك باباً محلياً أو دولياً أو عربياً أو اقليمياً إلا وسيطرقه طلباً لمؤازرة لبنان في تسهيل انتخاب رئيس جديد وان مبادرته منذ أشهر الى تحديد جلسة في 25 أيلول سبتمبر المقبل لانتخاب الرئيس جاءت في سياق الضغط على الجميع لدفعهم الى التعامل بمرونة مع الاستحقاق الرئاسي وصولاً الى التوافق على الرئيس العتيد. وأشارت المصادر نفسها الى ان بري، وان كان يدرك ان الاستحقاق الرئاسي يجب أن يكون لبنانياً بامتياز، فإنه لا يقلل من تأثير الأطراف الخارجيين ودورهم فيه والذي يجب أن يوظف في سبيل تحقيق حد أدنى من التوافق على اسم الرئيس. وبالنسبة الى ما تردد عن أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير طرح عندما انتقل أخيراً من بيروت الى القاهرة على نظيريه السعودي الأمير سعود الفيصل والمصري أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فكرة الدعوة الى عقد مؤتمر محلي ? اقليمي ? دولي من أجل لبنان، قالت المصادر أن الوزير هو صاحب الفكرة وأن ليس في وسع رئيس المجلس إلا الترحيب فيها انطلاقاً من قراره دعم كل الجهود التي يمكن أن تصب في خانة تمرير الاستحقاق الرئاسي بالاتجاه الذي يفتح الباب أمام الوصول الى حل للأزمة بدلاً من أن يدفع باتجاه تمديدها... وأوضحت أن بري يبدي انفتاحاً على جميع المرشحين سواء أكانوا من المعارضة أم من الأكثرية أم ينتمون الى الكتلة التي تقف في منتصف الطريق بين طرفي النزاع اضافة الى تواصله المفتوح مع عدد من السفراء العرب والأجانب. وقالت ان لقاءات بري مع المرشحين لرئاسة الجمهورية أو السفراء العرب والأجانب تأتي في اطار رغبته في الاستئناس بآرائهم والتداول معهم في العناوين الرئيسة للمرحلة السياسية الراهنة كمدخل للانتقال بالبلد الى مرحلة جديدة يكون عنوانها التوافق بدلاً من استمرار الاختلاف والتراشق السياسي والإعلامي. وأشارت المصادر نفسها الى ان بري مع مجيء أي رئيس توافقي سواء أكان من قوى 14 آذار أم من المعارضة أم من الوسط وأن ما يهمه هو الاتفاق على اسمه، مؤكدة تمسكه بتشكيل حكومة وحدة وطنية ليقينه بأنها ستؤمن الحد الأدنى من الحصانة المطلوبة لمنع الفوضى في حال لم يتم التفاهم على الرئيس. وأضافت المصادر ان لعامل الوقت، مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، دوراً في حسم الجدل في شأن حكومة الوحدة الوطنية لجهة تراجع المطالبة بها، لكن عدم تأليفها لا يعني ان هذا الطرف سجل انتصاراً على الآخر، بحسب ما تروج له بعض الأوساط في الأكثرية بمقدار ما أنه قد يكون ضرورياً كتدبير احتياطي اذا ما تأخر انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده... وأكدت ان بري طرح في لقاءاته مع كوشنير وسفراء عرب وأجانب في لبنان مجموعة من الأفكار يعتبر انها تشكل الآلية المطلوبة للوصول بالبلد الى بر الأمان من خلال انتخاب الرئيس. نافية ما أشيع عن انه سعى أخيراً الى استمزاج رأي بعض السفراء وعلى رأسهم فيلتمان في شأن مجموعة من المرشحين المنتمين الى الأكثرية والمعارضة. وأشارت أيضاً الى ان بري يدرس اجراء مشاورات غير تقليدية تتعلق بالاستحقاق الرئاسي، لكن توقيت المباشرة فيها يتوقف على بلورة معطيات جديدة تتيح له ولجميع الأطراف الدخول في صلب الموضوع أي البدء في جوجلة أسماء المرشحين كأساس للتوافق على واحد منهم. ورأت ان الحديث عن زيارة محتملة لبري للبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير في الديمان في إطار جولته على المرجعيات الروحية يتوقف على حصول تقدم في توفير المناخ التوافقي وهذا ما يحاول النائب ميشال المر أن يستكشفه في اجتماعه اليوم مع صفير ومن ثم عودته الى عين التينة لوضع بري في أجواء اللقاء. وفي المقابل قالت أوساط في الأكثرية لپ"الحياة"انها لن تدخل في لعبة استدراج العروض الرئاسية التي باشرها الرئيس بري مؤكدة انه سيكون في نهاية المطاف لقوى 14 آذار مرشح لرئاسة الجمهورية كما سيكون للمعارضة مرشح مماثل. وأضافت ان الأكثرية لن تكون طرفاً في أية مناورة لكسب الوقت وتمرير المهلة الدستورية المخصصة لانتخاب الرئيس من دون ان يتمكن البرلمان من اختيار هذا الرئيس. وتابعت ان قوى 14 آذار مع التوافق على مرشح للرئاسة، لكنها لن تشارك في آلية قتل الوقت لمصلحة احداث فراغ في سدة الرئاسة الأولى خصوصاً ان قوى حليفة لسورية أخذت تبشر بعدم إجراء الانتخابات. وحذرت الأوساط نفسها من ان تكون سورية تهدف من وراء تمرير الوقت الى خطف انتخابات الرئاسة باعتبار ان ذلك يعزز موقعها ويدفع بأطراف دوليين الى التفاوض معها. وسألت الأوساط لماذا لا يجوز للأكثرية طلب ضمانات من المعارضة بعدم استقالة الوزراء في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية؟ وأوضحت ان فريقاً أساسياً في المعارضة لن يستقيل وهو يخطط لجر البلد الى الفراغ وهذا يستدعي منه الإمساك بالثلث المعطل في الحكومة واستخدامه ورقة ضغط لتعزيز موقعها في إدارة شؤون البلد من خلال مجلس إدارة اسمه حكومة وحدة وطنية ينوب عن رئيس الجمهورية!