قالت مصادر سورية مطلعة ل "الحياة" امس ان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى سيزور دمشق يومي الأحد والاثنين المقبلين في إطار الجهود العربية لحل الأزمة اللبنانية. وأوضحت في الوقت نفسه ان الحكومة لم تتسلم حتى امس اي طلب رسمي في شأن احتمال قيام المبعوث الفرنسي جان كلود كوسران بزيارة العاصمة السورية. پوأوضحت المصادر ان برنامج زيارة موسى لم يتحدد الى مساء امس، متوقعة ان يلتقي الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. وأشارت الى ان دمشق ستقابل موسى ب"انفتاح للاستماع الى نتائج مساعيه في لبنان، وان الموقف سيحدد في ضوء ما يسمعه المسؤولون السوريون". وكان تردد ان كلام نائب الرئيس فاروق الشرع عن ان الأوضاع في لبنان"لن تستقر من دون تشكيل حكومة وحدة وطنية"وان لدى سورية"حلفاء أقوى من الآخرين، في حال أرادوا"استخدام قوتهم السياسية، كان وراء فشل مهمة موسى في بيروت. لكن المصادر السورية رفضت هذا التفسير، مؤكدة"ان دمشق أيدت المبادرة العربية لحل الازمة في لبنان وكانت تتابع باهتمام الزيارة آملة بنجاحها"، مشيرة الى وجود"أطراف لبنانيين يروجون لاشاعات بهدف خلط الاوراق داخل لبنان". وتابعت المصادر ان دمشق"مع استقرار الأوضاع في لبنان وتعتقد بأن اي توتر في لبنان يؤثر في الامن والاستقرار في سورية، وانها تعرف ان حل الازمة اللبنانية لا يتم من دون توافق". وكان الموضوع اللبناني إحدى المسائل التي بحثها وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر اول من امس في دمشق. وهو تبلغ من المسؤولين السوريين ان النظام الديموقراطي في لبنان يختلف عن الانظمة الديموقراطية الغربية باعتبار ان"لبنان لا يحكم باكثرية وبوجود اقلية، بل يحكم بالتوافق باعتباره اساس الاستقرار والنظام الديموقراطي"مع تأكيد دمشق على"دعم التوافق وتشكيل حكومة وحدة وطنية وضرورة عدم التصعيد في لبنان". وتناولت محادثات مولر مع المسؤولين السوريين ضبط الحدود السورية - اللبنانية واحتمال نشر مراقبين دوليين. وقال المعلم:"موقفنا من انتشار قوات دولية واضح ومعلن مفاده ان اي إجراء يتخذه لبنان ضمن أراضيه وبقواه الذاتية، فهذا شأن لبناني لا علاقة لسورية به"، في مقابل تأكيد الوزير الدنماركي"أهمية تحقيق ضبط للحدود"وان بلاده تبحث مع بيروت"المساهمات الممكنة لأن من المهم ألا تعبر الحدود أشياء لا ينبغي ان تمر. اسرائيل تريد ان تشعر ان الأسلحة لا تمر الى حماس وحزب الله". وأشار مولر الى وجود"شعور بأن سورية جزء من المشكلة خصوصاً من خلال علاقتها مع حزب الله وحماس"، ما دفع المعلم الى القول:"ان الغرب أيضاً جزء من المشكلة لأنه يقيم علاقة مع إسرائيل على رغم احتلالها الأرض العربية".