مع اقتراب الايام الاولى من آب اغسطس تستعد عائشة لاستقبال الذكرى السنوية الثالثة لوفاة زوجها عصام، الذي قتل برصاص القوات الأميركية فيما كان يقود سيارته في احد شوارع سامراء 120 كلم شمال بغداد، تاركاً في عهدتها ابنتين وولدين لم يبلغ أكبرهم العاشرة من عمره. وعائشة التي يرد اسمها ضمن قائمة"أرامل سنوات الغزو الأميركي"رفضت عروض زواج قدمت اليها، وفاء للزوج الذي مضى سريعاً من دون أن يكمل مشوار العمر معها، وحرصاً منها على تربية اطفالها بعيداً عن زوج الأم الذي تجهل سلوكه وأخلاقه مع أطفالها اليتامى، اذا ما تزوجت منه. تقول عائشة 34 عاماً إنها ستتفرغ لتربية أطفالها ولن"تتورط"في زواج قد يدمرّ حياة أبنائها ويعرضها لخلافات اجتماعية معهم. وتضيف أنها"مكتفية مادياً فهي معلمة تتقاضى راتباً شهرياً فضلا عن مساعدة أسرة زوجها"لها واهتمامهم بأطفالها الأربعة ولا تجد ضرورة لزواج آخر بعد زواجها الأول". في المقابل تعيش"نهلة"حياة مأسوية بعد مقتل زوجها على يد مجموعة مسلحة، حيث تدهورت حالتها المادية ولم تعد قادرة على تغطية نفقات العيش لها ولثلاثة أطفال، وتجد أن الزواج، في حالتها أصبح ملحاً من الناحيتين المادية والاجتماعية. وتقول لم يطرق العريس بابي بعد على رغم مرور عامين على وفاة زوجي الاول، وتستبعد أن يأتي عريس ويطرق بابها سريعا بعدما دخلت طور الترمل وفي عهدتها ثلاثة أطفال مع انها راغبة في الزواج فهو"الوسيلة الوحيدة لإنقاذنا من حياة البؤس الاجتماعي والمادي"، كما تقول. وعلى رغم ارتفاع عدد النساء الأرامل في المدن، التي تعيش توتراً امنياً ملحوظاً وتتصاعد فيها اعمال العنف اليومي، الا انه لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد النساء الأرامل نتيجة اعمال العنف في هذه المناطق. ويقول مصدر في محكمة الأحوال الشرعية في تكريت 175 كلم شمال بغداد"إن المحكمة لم تعقد قران اي أرملة خلال السنوات الاربع الماضية"، وأوضح أن"النساء الأرامل على رغم ظروفهنّ الاجتماعية والمادية العسيرة يفضلنّ الاعتكاف في البيت والانشغال بتربية الأطفال". وتقول مسؤولة رابطة الأرامل في هيئة إدارة المرأة جمعية نسائية إن"الرابطة تسعى للوصول الى ارقام دقيقة للنساء الارامل والقيام بدراسة ميدانية لوضعهن الاجتماعي والمادي ومحاولة تأسيس مشروع اقتصادي يؤهلهن لتربية أطفالهن اليتامى". وتضيف"ان الأرملة في مثل هذه المدن تفكر بالاعتناء بأطفالها أكثر من اهتمامها بالبحث عن زوج وذلك لعمق العلاقات الأسرية التي تشد الام الى اطفالها".