أرامل في محافظة ديالى العراقية يتمنين أن تحقق لهن «الخطابات» املهن بالارتباط ثانية، بعدما تسببت أعمال العنف والحروب بفقد ازواجهن، فيما يعتقد عدد كبير منهن ان فرصة زواجهن مستحيلة، بسبب العمر او الأطفال... او الطائفة. وتؤكد يسرى خضر، المسؤولة في منظمة رعاية الأيتام والأرامل في مدينة بعقوبة، ان «ارامل كثيرات لجأن الى العمل لإعالة اطفالهن، فيما تقف التقاليد والأعراف العشائرية مانعاً امام المئات من المؤهلات للارتباط مرة اخرى، في تجربة حياة زوجية جديدة». ولا تخفي سعاد، التي ترمّلت قبل أكثر من عام، رغبتها في الزواج وفي حياة جديدة بعد ان فجعت بزوجها، وتقول: «عمري 23 سنة، ترملت ولم يمض على زواجي سوى ستة أشهر. الدردشة عبر الإنترنت قد تفتح لي طريقاً نحو حياة جديدة بعد ان اغلقت تقاليد المجتمع اي فرصة في الارتباط مجدداً». وتشكل الخطابة أملاً بالنسبة الى ارامل كثيرات. أم حاتم موظفة في دائرة حكومية وتمارس مهمات الخطابة في الآن نفسه. تقول: «للأسف لا توجد هناك استئناءات في ما يتعلق بنظرة المجتمع الى المرأة والأرملة بشكل خاص. وما زالت الممنوعات والمحذورات تحكم النساء في المدينة». وتشير إلى أن التقاليد دفعت ببعض الأرامل الى الهروب مع رجال للارتباط، بعد رفض اسرهن بسبب الانتماء الطائفي». وتعتبر أم حاتم أن نجاحها في تزويج خمس نساء بعد ترملهن، سبب في لجوء أخريات الى طلب مساعدتها وخدماتها. وتؤكد هدى (29 سنة، خياطة وخطابة) ان مئات الأرامل مرشحات للزواج لكن اسرهن تفرض نوعاً من المنع عليهن، وتضيف: «ومن لا تمتلك مؤهلات، مثل الجمال او الوظيفة او العمر لدى امثالهن، تعتبر حظوظها في الارتباط مرة ثانية معدومة». ويعتقد الدكتور فؤاد ناصر، الاختصاصي في العلوم النفسية والجنسية، ان «المرأة في مجتمعات ملتزمة بأعرافها وتقاليدها العشائرية، تعتبر ضحية دائمة للرجل الذي يستمد سطوته من هذه التقاليد». ويشير إلى أن العثور على جثث نساء في المزراع والمناطق النائية «برهان على ان المرأة لا تتمتع بأي حقوق، وهو ما ادى الى نفور المجتمع من كل امرأة تتمتع بمؤهلات علمية او فنية». وكانت أعمال العنف والحروب أدت الى ترمل اربعة آلاف امرأة، في ديالى وحدها، فيما بلغ عدد الأيتام3500 طفل، يعيش اغلبهم في ظروف معيشية رديئة، بعدما لجأ المئات منهم الى سوق العمل لإعالة اسرهم. وبلغت نسبة الأمية وترك التعليم الدراسي بين صفوف الأيتام اعلى مستوى في ديالى، مقارنة بالمدن العراقية الأخرى، بنسبة 82 في المئة.