صرح نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية حاييم رامون المقرب من رئيس الحكومة ايهود اولمرت، امس بأنه يؤيد انسحابا من الجزء الاكبر من الضفة الغربيةالمحتلة في اطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال الوزير من دون حقيبة في حديث للاذاعة الاسرائيلية ان مصلحة اسرائيل"تقضي بالخروج من الجزء الاكبر من اراضي يهودا والسامرة الضفة الغربية مع الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى". واضاف:"يجب الا نصر على الاحتفاظ بأراض عندما يهدد استمرار احتلالها وجودنا القومي ويمس بوضعنا في العالم". واستبعد رامون انسحابا"احادي الجانب"مثل الذي طبق في قطاع غزة في ايلول سبتمبر عام 2005، وقال:"خلافا لما جرى في الماضي، لدى اسرائيل اليوم شركاء ممثلون في شخص الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض". وهذه المرة الاولى منذ تشكيل الحكومة الاسرائيلية الحالية التي يؤكد فيها وزير مهم علناً تأييده لانسحاب من هذا النوع. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون اكد قبل اصابته بالمرض في كانون الثاني يناير عام 2005 تأييده لانسحاب من الجزء الاكبر من الضفة في اطار استراتيجية تهدف الى تحديد الحدود الشرقية لاسرائيل احاديا. وذكرت صحيفة"هآرتس"ان اولمرت اقترح على الرئيس محمود عباس بدء مفاوضات من اجل التوصل الى"اتفاق مبادئ"على اقامة دولة فلسطينية. واضافت ان هذه المبادئ تفترض ان يكون انسحاب اسرائيل من 90 في المئة من الضفة، ومبادلة اراض للتعويض عن بقاء الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة، وبناء نفق يربط بين الضفة وقطاع غزة. كما تشمل ترتيبات خاصة للقدس الشرقية تسمح للفلسطينيين بتقديم هذا الشطر من مدينتهم على انه عاصمة دولتهم. واكد اولمرت بنفسه الاربعاء انه بدأ يبحث مع عباس في المراحل التي تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية، موضحاً ان المحادثات ستتواصل. واعلنت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني انه ينبغي"اغتنام الفرصة الاستثنائية السانحة التي تشكلها المبادرة العربية وتشكيل حكومة فياض والقطيعة بين السلطة وحركة حماس"التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة. واعتبر الباحث الاسرائيلي يوسي الفير الذي يشكك في فرص نجاح اتفاق من هذا النوع ان"اعلان رامون مشجع ويؤكد تطورا لدى اولمرت نفسه. يبدو انه يسعى الى التوصل الى اتفاق مبدئي مع الفلسطينيين، وحتى افتراضي يسمح له بتحسين شعبيته لدى الرأي العام عبر تقديمه رؤية للسلام في حال جرت انتخابات". ورأى الباحث الفلسطيني مهدي عبد الهادي ان مشروع التفاوض هذا يعود لتدخلات خارجية متزايدة عربية واميركية واللجنة الرباعية نظرا الى"عجز الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني عن التوصل الى اتفاق"وزيادة تأثير التيار الاسلامي في المنطقة. لكنه شكك في هذا المشروع ايضا، مؤكدا انه اذا"لم تستجب اسرائيل للمبادرة العربية، فإن المأزق سيدوم وإراقة الدماء ستستمر". شعبية أولمرت لا تزال متدنية من جهة اخرى، كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة"يديعوت احرونوت"امس ان شعبية اولمرت ما زالت متدنية جدا في اسرائيل رغم التعديل الحكومي والهدوء النسبي على الحدود وبداية تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين. اذ لم يؤيد اعادة انتخابه سوى 8 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع في مقابل 22 في المئة فضلوا عليه وزير الدفاع الجديد الزعيم العمالي ايهود باراك، و36 في المئة اختاروا بنيامين نتانياهو زعيم حزب"ليكود"معارضة يمينية. لكن رغم ان"ليكود"يتقدم على"العمل"وايضا"كديما"في نيات التصويت، الا انه لا يزال من الصعب عليه الفوز في حال اجراء انتخابات تشريعية مبكرة، اذ اشار الاستطلاع الى ان"ليكود"سيحصل على 26 مقعدا في مقابل 23 لحزب"العمل"و11 مقعدا ل"كديما". وبذلك سيكون لائتلاف يميني ما بين 58 الى 60 مقعدا في الكنيست، اي اقل من الغالبية المطلقة.