قطع اهال في منطقة المنية تتغذى قراهم بالتيار الكهربائي من معمل دير عمار (شمال لبنان) أمس الطريق التي تصل طرابلس بعكار وبالحدود اللبنانية – السورية شمالا، والممتدة من البداوي مروراً بدير عمار والمنية وصولا الى بحنين، بتلال ترابية واطارات مشتعلة احتجاجاً على «التقنين القاسي» للتيار الكهربائي، ما استدعى تدخل القوى الأمنية، في وقت أكدت وزارة الطاقة ان التقنين في المنطقة قررته الوزارة ولا يتجاوز حالياً اربع ساعات يومياً. وفرض الجيش اللبناني والقوى الأمنية طوقاً أمنياً كبيراً حول معمل دير عمار لمنع المواطنين من الدخول اليه ومحاولة إحراقه. وحاولت العناصر الأمنية حلحلة السير اذ احتجز مئات المواطنين في سياراتهم بسبب قطع بعض الطرق. وتكرر المشهد في الأيام الثلاثة الماضية وتصاعد ليل اول من أمس، وعمدت قوة من الجيش والعناصر الأمنية الى فتح الطريق بالقوة، وحصل تضارب وتشابك، وأصيب اشخاص بجروح وحصلت توقيفات بحق المحتجين. واوضحت مؤسسة «كهرباء لبنان» في بيان منفصل أنها تطبق في المنطقة المعنية «سياسة وزارة الطاقة بتوزيع التيار الكهربائي بالتساوي على المناطق حفاظاً على مبدأ العدالة بين المواطنين»، وذكرت ان «منطقة المنية كانت تتغذى بالتيار على مدار الساعة منذ ايلول 2008 مستهلكة نحو 50 ميغاوات من مجمل القدرة الكهربائية، وبعد سلسلة تهديدات واعتداءات جسدية من قبل بعض أهالي المنطقة على موظفي المؤسسة وشركة «كيبكو» الكورية التي تتولى تشغيل معمل دير عمار، وتوقف موظفي الشركة عن تنفيذ أوامر التنسيق بتطبيق برنامج التقنين المعتمد على جميع الاراضي اللبنانية، وبعد سلسلة اجتماعات عقدها وزير الطاقة مع المسؤولين المعنيين والمراجع السياسية وفعاليات المنطقة كافة، تقرر خلالها قطع التيار الكهربائي في منطقة المنية اسوة بسائر المناطق الشمالية بشكل تدريجي». واكدت «ان ما يحصل من احتجاجات لا علاقة له بأي تقنين مجحف للتيار، بل بمطالبة الاهالي بعدم التقنين إطلاقاًخلافاً لباقي المناطق، بما يتناقض مع مبدأ المساواة الذي يكفله الدستور». ومساء، عقدت فاعليات المنية وأهابت بالمحتجين «التزام الهدوء وإعطاء الفرصة للحكومة التي تحظى بثقتنا جميعاً لتحقيق ما وعدت به المنطقة»، مشيرة الى ان «متابعة موضوع الكهرباء، ادت الى التوصل الى اتفاق مع الحكومة على معاملة المنية في شكل نعتبره مقبولا قياساً لما هو معمول به من التقنين في باقي المناطق». ونجحت الفاعليات لاحقاً في تأمين فتح الطريق.