تعهد الرئيس السوداني عمر البشير أمس إنهاء أزمة دارفور قبل نهاية العام الجاري وطرح خريطة طريق من ثلاثة محاور لإعادة الأمور إلى طبيعتها في الإقليم المضطرب، تتضمن محوراً أمنياً وإعادة النازحين طوعاً وضم المتمردين إلى عملية السلام. وكشف قرب التوصل إلى اتفاق بين حكومته ومجموعة من متمردي"جبهة الخلاص الوطني". وعقد مجلس الوزراء السوداني اجتماعاً استثنائياً أمس في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وكبرى مدن الإقليم. وناقش خطط حكومات ولايات الإقليم الثلاث لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية وإعادة النازحين إلى مناطقهم. واعتبر انتقال الحكومة إلى الفاشر"تأكيداً لاهتمامها بالأوضاع في دارفور والمساهمة الفاعلة في حل قضية الإقليم"، مؤكداً أن"الوضع في ولايات دارفور ليس كما تعكسه أجهزة الإعلام الغربية التي تصور المسألة على أنها أكبر مأساة انسانية". وقال:"نحن في زيارتنا إلى ولايات دارفور، وعبر اللقاءات ولدى مرورنا بالطائرة تأكد لنا أن معظم دارفور ينعم الآن بأمن وسلام حقيقيين ويمارس الناس حياتهم بصورة طبيعية وينشطون حالياً في زراعة مناطق واسعة". وأضاف أن الإقليم صار في صدارة اهتمام حكومته. وتعهد البشير بإنهاء مشكلة دارفور قبل نهاية العام، موضحاً أن جهوداً تبذل حالياً في تطبيق الإجراءات الأمنية في اتفاق أبوجا وبسط هيبة الدولة، ثم مساعدة النازحين في العودة الطوعية إلى مناطقهم. وأضاف أنه عقد لقاء مع عدد من قيادات النازحين الذين قرروا العودة إلى ديارهم. وكشف أن"عدداً مقدراً من قادة التمرد الميدانيين يرغب في الانضمام إلى عملية السلام"، كما أن مجموعة أخرى من متمردي جبهة الخلاص الوطني تتفاوض مع حكومته في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود التشادية. وقال:"سنكمل لدى زيارتنا الجنينة اليوم توقيع اتفاق معهم". وكان البشير اتهم الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالمبالغة في أزمة دارفور لإخفاء"فشلهما في العراق". وقال ليل أول من أمس أمام نازحين في الفاشر إن"بوش وبراون يبالغان في ما يجري في دارفور لتغطية الانتهاكات المرتكبة في العراق وفشل دولتيهما في احتواء الوضع". وتحداهما أن يخطبا مباشرة"أمام تجمعات شعبية في بغداد"كما فعل هو في دارفور. وسخر منهما قائلاً:"لا يتجرأ أي مسؤول أميركي أو بريطاني على إعلان زيارته للعراق قبل موعدها". وانتقد المنظمات الإنسانية التي تساعد نازحي دارفور، واتهم بعضها"باستغلال الأزمة لأغراض تجارية وجمع الأموال باسم دارفور من دون إنفاقها على المنكوبين". وقال:"لن نقبل بأن تتحول مخيمات النازحين إلى متاحف يعرض فيها البؤس البشري على مرأى من العالم. سكان دارفور، بتراثهم الثقافي وتقاليدهم، قادرون على المصالحة وإيجاد حلول لمشاكلهم من دون مساعدة أجنبية". ويختتم البشير اليوم جولته في دارفور بزيارة الجنينة، ثالث أكبر مدن الإقليم.