أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز أمس، أن بلاده تعتبر المعنية الرئيسية باستقرار أفغانستان وجعلها قوية وتنعم بالسلام. وقال عزيز، على هامش قمة رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي سارك في العاصمة الهنديةنيودلهي:" إذا عانت أفغانستان من الفوضى فإن باكستان تدفع الثمن". وأكد عزيز، في رده على إعلان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أخيراً أن"باكستان تستمر في تمويل وتدريب مقاتلي طالبان"، أن بلاده تعتقد بضرورة اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع في أفغانستان بينها إعادة ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني يقيمون في أراضيها، مشيراً إلى أن هؤلاء اللاجئين يتأثرون بفكر العناصر المتطرفة. ودعا عزيز الجيش الأفغاني إلى مراقبة الحدود بدقة اكبر، وقال:"يجب ان يضطلع كل طرف على جانبي الحدود بدوره". ورحب رئيس الوزراء الباكستاني بانضمام أفغانستان إلى"سارك"، ما جعلها الدولة الثامنة فيها إلى جانب الهندوباكستان وسريلانكا وبنغلادش ونيبال وبوتان وجزر المالديف. ووصف أفغانستان بأنها"عضو طبيعي لا ينازع"في الرابطة، و"إنني متأكد من أنها ستضطلع بدور مهم في تعزيز الرابطة". وفي أفغانستان، قتلت قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة والجيش الأفغاني عشرة من مقاتلي"طالبان"على الأقل، في هجوم نفذته على مجمع في وادي سانجين بولاية هلمند جنوب بعد تلقيها معلومات عن اختباء أحد قادة الحركة الصغار فيها والذي يعتقد بعلاقته المباشرة مع الملا داد الله، قائد عمليات"طالبان"في جنوبأفغانستان. وابلغ داد الله قناة"تولو"التلفزيونية الخاصة الأسبوع الماضي، أنه موجود مع آلاف مقاتلي الحركة في هلمند جنوب لشن حرب، وتحدى قوات التحالف أن تنتصر على عناصره التي تسيطر على أربع بلدات على الأقل في الولاية ذاتها. وكشف التحالف اعتقال مقاتلين اثنين من"طالبان"وضبط كمية من السلاح، علماً أن الاشتباكات شهدت استخدام أسلحة صغيرة وقذائف مورتر وصواريخ، فيما أكد عدم تكبد قواته وتلك الأفغانية أي خسائر. وبدأت القوات الغربية والأفغانية عملية"هجوم الربيع"للامساك بزمام المبادرة، قبل شن"طالبان"هجوماً واسعاً يتوقع حصوله في الأسابيع المقبلة. على صعيد آخر، أمهل خاطفو الرهينتين الألمانيين في العراقألمانيا عشرة أيام إضافية لسحب قواتها من أفغانستان قبل إعدامهما. وأعلن معهد مراقبة المواقع الإسلامية أن الخاطفين الذين ينتمون إلى"كتائب سهام الحق"لم يحددوا في شريط فيديو تاريخ انتهاء الإنذار الجديد. وطلبت ماريان غيب كروازي 61 سنة المتزوجة من طبيب عراقي والتي خطفت مع ابنها سنان كاظم 20 سنة في بغداد في السادس من شباط فبراير، ألمانيا والنمسا تلبية مطالب الخاطفين. وقالت:"كانت ألمانيا بأمان قبل أن تنضم إلى الأميركيين في التحالف ضد الإرهاب"، وسألت""هل هاجم الأفغان برلين ودمروا مصانع. هل فجر مسلم قنبلة في ألمانيا؟". وانتهى الإنذار الأول في 20 آذار مارس الماضي من دون أن تستطيع الحكومة الألمانية الاتصال بالخاطفين. إلى ذلك، أعلن مستشار الحكومة الأفغانية الوزير السابق حميد الله ترزي أن الفقر يدفع الناس للوقوع في أيدي"طالبان"، وقال: غالبية هؤلاء الناس عاطلون عن العمل بالكامل. لا يوجد أي شيء يمكنهم فعله"، علماً أن معدل البطالة في أفغانستان يبلغ نسبة 40 في المئة. ويعمل كثيرون بضع ساعات فقط في الأسبوع فقط أو في شكل موسمي. وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً له انه"في وقت يواصل كل من الاقتصاد والقطاع الخاص الأفغانيين النمو، يشعر أفغان كثيرون بالإحباط إزاء وضعهم الاقتصادي. انهم يعانون من عدم استقرار العمل وغياب الأمان الاقتصادي، ويتحولون إلى نشاطات غير شرعية وغير قانونية مثل الفساد وإنتاج الأفيون لسد حاجاتهم العاجلة". وأضاف المركز:"باتت طالبان مصدراً بديلاً للعمل، إذ تجند عاطلين عن العمل كجنود في حركة التمرد". وفي غالبية الأيام يقف رجال في صفوف طويلة خارج السفارتين الإيرانيةوالباكستانية في كابول في انتظار الحصول على تأشيرات للعمل، على رغم علمهم أنهم سيتلقون معاملة من الدرجة الثالثة حين يذهبون إلى إيران.