سجل الجيش اللبناني في اشتباكاته مع عناصر تنظيم "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد أمس، ما وصف بأنه"إنجاز لافت"تمثل بسيطرته على المكتب الرئيسي للتنظيم في داخل المخيم وعلى بستان زعتر وما تبقى من منطقة فاصلة بين ال"أونروا"والبستان، على رغم استمرار من تبقى من المسلحين بإطلاق صواريخ ال"كاتوشيا"التي أحصي منها أمس نحو عشرين صاروخاً في اتجاه قرى لبنانية، في حين نعى الجيش 5 شهداء سقطوا خلال الاشتباكات. وتمكن الجيش اللبناني من اختراق بقعة جغرافية ضيقة يتحصن فيها من تبقى من عناصر"فتح الاسلام"في المخيم، وسيطر على أحد المواقع الأساسية وهو مبنى مطل على مفارق الأزقة كاشفًا أمامه حركة المسلحين في تلك المنطقة. وتمكن من قتل قناصين في ساعات الفجر الأولى. وكان الجيش أحكم سيطرته على مختلف محاور المخيم جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً مع محاصرة من تبقى في بقعة ضيقة من الناحية الشرقية - الشمالية. وهذه البقعة تحتوي على مخابئ وملاجئ لمسلحين يطلقون منها الصواريخ ويمارسون أعمال القنص. وكانت الاشتباكات تواصلت الليل الماضي، وفي ساعات الصباح الأولى في شكل متقطع، ركزت خلالها دبابات الجيش على قصف جيوب في المنطقة الشمالية - الشرقية، وأفيد عن وقوع عدد من القتلى في صفوف المسلحين. وتجدد القصف المدفعي في اتجاهات مختلفة في حي سعسع والشارع الرئيسي لجهة السوق وخلف التعاونية حيث ملجأ النادي المعروف بملجأ سعسع. ووضع الجيش يده على المنطقة العليا من حي الغنايمة بعد عملية التفاف حول المنطقة ومركز الشفاء، كما أمسك بمعظم الشارع الرئيسي. وتعرض الجيش لأعمال قنص من طرف حارة سويدان ومحيط مركز الشفاء، ورد على ذلك بالاسلحة المناسبة. في المقابل واصل عناصر"فتح الاسلام"إطلاق صواريخ ال"كاتوشيا"في اتجاه القرى الآمنة في عكار حيث سقطت دفعة صواريخ على قرى وبلدات عكارية هي: سيدة عرقا، سهل حلبا، مفرق برقايل، خان الصايغ في منيارة، سهل عرقا، قرية مار لية ملحم، العبدة حيث استهدف صاروخ منزلاً لآل سلمى ولم ينفجر، سهل منيارة، كرم عصفور، قعبرين حيث اصيب منزل المواطن محمد مصطفى الماروق بأضرار مادية، وسقط صاروخان في مارليا - جدارة الى جانب مزرعة للخيول وقرب الطريق العام في محيط عرقا. وسقطت أربعة صواريخ في محيط بلدة قعبرين استهدف أحدها منزلاً مأهولاً نجا من في داخله بأعجوبة. من ناحية ثانية، نعت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه عسكريين هم: المعاون أول الشهيد غطاس طنوس طربيه، الرقيب الشهيد الياس داني عازار، العريف الشهيد محمود علي علي أحمد، العريف الشهيد يحيى محمد الأشقر والعريف الشهيد احمد حسن عبد الفتاح، الذين"استشهدوا أثناء قيامهم بالواجب العسكري في مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشمال". كما شيعت قيادة الجيش أمس خمسة عسكريين هم: المعاون أول الشهيد جعفر معاوية والمعاون الشهيد ملحم سعيد المعلم، والرقيب الشهيد أسامة نور الدين الرفاعي والعريف الشهيد علي أحمد شمص والعريف الشهيد مصطفى حسين ملص. على صعيد أمني متصل، دهمت دوريتان تابعتان لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني عدداً من المنازل في بلدتي كامد اللوز وجب جنين في البقاع الغربي، وأوقفت ثلاثة أشخاص ينتمون الى جماعة سلفية، صادرة بحقهّم مذكرات توقيف. قضائياً، استجوب قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر أمس، موقوفين لبنانيين من عناصر"فتح الإسلام"، واصدر مذكرتي توقيف وجاهيتين بحقهما، سنداً إلى الادعاء الأساسي أي تأليف عصابة مسلحة والقيام بأعمال إرهابية وحيازة ونقل الاسلحة والمواد المتفجرة واستعمالها. في موازاة ذلك، انشغلت الأوساط الاعلامية بعودة الناطق باسم"فتح الاسلام"أبو سليم طه الذي ترددت أخبار كثيرة في شأنه سابقاً منها أنه سعودي وانه قتل، فظهر في وسيلتين اعلاميتين أمس صحيفة لبنانية وفضائية عربية في حديث منسوب إليه يقول فيه إنه فلسطيني وپ"لا مانع من العودة الى المفاوضات والحلول السياسية". ونقل عن مصادر عسكرية لبنانية رفيعة ردها على ذلك بالقول:"إن قيادة الجيش اللبناني حسمت الأمر بأن لا مفاوضات والحل الوحيد المتاح أمام مجموعة"فتح الاسلام"هو الاستسلام". وقال مصدر معني ل"وكالة أخبار لبنان":"ساعة بعد ساعة يضيق الخناق أكثر فأكثر على مسلحي"فتح الإسلام"الذين لا سبيل أمامهم إلا الاستسلام أو سيكون مصيرهم الموت المحتم". وأشار المصدر الى أن"هناك شكوكاً في اتصال شخص ادّعى أنه أبو سليم طه بكل من قناة الجزيرة الفضائية ومراسل جريدة الديار في عكار، لأن"رابطة علماء فلسطين"وشخصيات وفاعليات أخرى يحاولون الاتصال بداخل المخيم إلا أنهم لا يستطيعون ذلك، أما إذا كان هذا الشخص الذي ادّعى انه أبو سليم طه يتحدث من داخل ملجأ فإن هذا الأمر مستحيل لتعذر وجود تغطية للإرسال الخليوي، وإذا كان يتحدث من خارج الملجأ فإنه تحدث مع قناة الجزيرة لأكثر من دقيقة من دون سماع دوي طلقة رصاص واحدة علماً انه في هذه الفترة كانت الاشتباكات دائرة. وعلى أي حال فإن التحقق من هوية المتصل جارية لأنه من الممكن ان يكون منتحل صفة، وهذا الأمر تعرف حقيقته عبر التحقق من مصدر الاتصال". انسانياً، دعت قيادة الجيش اللبناني المواطنين في قسمي نهر البارد القديم والجديد، والقرى المجاورة الذين تضرروا بفعل الأحداث الأمنية الجارية والذين لم يتسلموا بعد استمارات"تبيان وضع"الى المبادرة الى تسلمها من قيادة منطقة الشمال قسم التعبئة في ثكنة بهجت غانم - طرابلس.