أحرز الجيش اللبناني مزيداً من التقدم في اتجاه عمق مخيم نهر البارد للاجئيين الفلسطينيين شمال لبنان لا سيما على المحورين الشرقي والجنوبي ومن الناحية الغربية مضيقاً الخناق اكثر فاكثر على من تبقى من مسلحي تنظيم"فتح الاسلام"داخل بقعة جغرافية محاصرة. واذ نعت قيادة الجيش شهيدين سقطا في أرض المعركة، تمكنت وحداته من انقاذ ثلاثة عسكريين دفنوا تحت الردم احياء بعدما انهار احد المباني عليهم قبل يومين وتبين ان جروحهم طفيفة. وتواصلت الاشتباكات طوال نهار امس، بوتيرة عنيفة احياناً ومتقطعة اخرى، ودارت اشتباكات عنيفة في احياء سعسع والصفوري بالاسلحة الرشاشة والمتوسطة، وذكر ان الجيش سيطر على الطريق العام الرئيسي داخل المخيم. كما سيطر على مبان جديدة من الناحية الجنوبية وبينها مبنى كان يعتبر موقعاً استراتيجياً لمسلحي التنظيم المذكور. ودكت مدفعية الجيش منذ ساعات الصباح الاولى مواقع المسلحين في البقعة التي لا يزالون يسيطرون عليها في عمق المخيم القديم، وتم تدمير عدد من مرابض اطلاق الصواريخ في حي سعسع كما دمرت مدفعية الجيش عدداً من المواقع التي كان المسلحون يتحصنون فيها لاستهداف العسكريين وأفيد عن مقتل 3 قناصين ليلاً. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن ناطق عسكري لبناني ان جندياً ثالثاً استشهد في المعارك بعد ظهر امس، ما يرفع عدد شهداء الجيش الى مئة وفق مصادر فيه. ونعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، كلاً من الرقيب الشهيد ادوار جرج خطارمواليد 1981 حدشيت ? بشري والعريف الشهيد مصطفى خضر الشامي مواليد 1986 بيت ايوب ? عكار،"اللذين استشهدا اثناء قيامهما بواجبهما العسكري في مهمة الحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة الشمال". وواصل المسلحون بدورهم اطلاق صواريخ الكاتيوشا وقذائف هاون في محيط المخيم. وسقط صاروخ على شاطئ بحر العبدة قرب معمل السكر وآخر في خراج بلدة ببنين، وصاروخ في قبة بشمرا و3 قذائف هاون في محيط بلدة ببنين، وصاروخ بالقرب من المدرسة الحميدية مفرق برقايل لكنه لم ينفجر. واستنكر النائب مصطفى هاشم في بيان،"القصف العبسي الحاقد على بلدات عكار"، ودعا العكاريين الى"الالتفاف حول الجيش". وكان وفد من"رابطة علماء فلسطين"زار البطريرك الماروني نصر الله صفير على خلفية عمل الرابطة على انهاء مأساة نهر البارد. وقال الشيخ داود مصطفى:"تسعى الرابطة الى انهاء هذه المأساة بأقل قدر من الخسائر، مع ضمان زوال هذه الظاهرة من كل لبنان". فيما جدد المكتب السياسي ل"تيار المرده"دعمه للجيش اللبناني وطالب بعد الانتهاء من هذه المعركة، بلجنة تحقيق لوضع الكل امام مسؤولياته".