دهمت الشرطة البريطانية منازل بالقرب من غلاسكو، ثاني أكبر المدن الاسكتلندية أمس، بعد ما وصفته بهجوم إرهابي على مطار المدينة، ربطته بمحاولتين فاشلتين لتفجير سيارتين مفخختين في لندن، في وقت أكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان بريطانيا"لن ترضخ ولن تخضع للترهيب ولن تسمح لاحد بإلحاق الضرر بنمط عيش البريطانيين". وقال:"علينا ان نبقى متيقظين على مدار الساعة"، ولفت إلى أنه"من الواضح اننا نتصدى عموماً لأشخاص مرتبطين ب"القاعدة"في عدد معين من الحوادث التي وقعت في العالم", رافضاً في الوقت ذاته الإدلاء بأي تعليق في شأن التحقيق. وقال:"نعلم ان"القاعدة"وشركاءها ينشطون في اكثر من ستين بلداً. ويمكنكم التوقع بأنهم سيستخدمون مختلف أنواع الصواريخ او الأسلحة وسيقدمون على أنشطة متنوعة، أكان بطائرات او سيارات، لإلحاق اكبر قدر من الأضرار بالمدنيين أياً يكن دينهم او بلدهم". وقال براون إنه يتعين على البريطانيين أن يدركوا أن التهديد الإرهابي الذي تتعرض له بلادهم"طويل الأمد ومتواصل"وإنه يجب عليهم التيقظ في شأن الأمن. وأشاد بجهود أجهزة الأمن البريطانية في التعامل مع الحوادث الأخيرة قائلاً إنها تحركت بسرعة كبيرة وحققت تقدماً في التحقيقات. وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث أول من امس رفع مستوى التأهب الأمني الى أعلى مستوياته في بريطانيا, اي مستوى"حرج"ما يعني"توقع هجوم وشيك". وقال براون ان"تقدماً سريعاً"أحرز في التحقيقات المتعلقة بهذه الحوادث مع اعتقال أشخاص جدد. واعتقل رجلان أحدهما في حال حرجة بسبب الحروق في غلاسكو بعد الهجوم الذي وصفته الشرطة بأنه"إرهابي". ثم اعتُقل آخران على طريق سريع في شمال انكلترا. تلت ذلك عملية اعتقال جديدة في ليفربول شمال غربي انكلترا. تقرير جاء ذلك فيما أفادت صحيفة"ذي صنداي تايمز"بأن تقريراً أمنياً مسرباً حذر في نيسان أبريل الماضي من مؤامرة إرهابية محتملة بالتزامن مع رحيل توني بلير عن السلطة، وسلّط الأضواء على التهديد الذي تواجهه بريطانيا من قبل تنظيم"القاعدة". ويفتح التقرير الباب أمام انتقاد الحكومة البريطانية لعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة وتحذير المواطنين. وأكدت الصحيفة أن التقرير المسرّب الذي أعده المركز المشترك لتحليل الإرهاب لم يكن الوحيد من نوعه عن خطر تعرض لندن لهجوم إرهابي، بعد الكشف عن أن النوادي الليلية في بريطانيا تلقت تحذيراً من احتمال تعرضها لهجمات بسيارات مفخخة. وأضافت أن التقرير أشار إلى اتصالات بين خلايا"القاعدة"في إيران وناشطين من التنظيم في بريطانيا، مع أنه شدد على عدم وجود معلومات استخباراتية عن هجوم وشيك على الأراضي البريطانية. لكن التقرير أشار إلى معلومات أمنية حذّرت من"أن الشبكة الكردية في تنظيم"القاعدة"تخطط لما نعتقد أنه هجوم ضخم ضد هدف غربي". ودهم رجال الشرطة في غلاسكو وهم يرتدون ملابس بيضاء خاصة عدداً من المنازل قرب المطار. وقالت ناطقة باسم شرطة ستراثكلايد"في اطار التحقيق الجاري حول الحوادث في مطار غلاسكو ولندن، فُتش عدد من المنازل في منطقة رنفروشاير الضاحية الجنوبية الغربية لغلاسكو.وأضافت:"بسبب طبيعة هذا التحقيق لن تعلن اي معلومات اضافية في هذه المرحلة". خلية الأزمة وأعلن ناطق باسم الحكومة ان خلية الأزمة"كوبرا"في الحكومة البريطانية عقدت اجتماعاً قبل ظهر أمس، هو الرابع لها في غضون يومين، برئاسة وزيرة الداخلية جاكي سميث. وتجمع لجنة"كوبرا"خلال الأزمات التي تمس الأمن الوطني في بريطانيا مسؤولين او ممثلين عن الهيئات الأساسية في الحكومة وأجهزة الاستخبارات أم آي5 وأم آي 6 واسكتلنديارد. في غضون ذلك، أعلن ناطق باسم شركة ادارة مطار غلاسكو استئناف النشاط جزئياً في المطار. وصرح الناطق:"استؤنف العمل على مراحل. وحطت طائرتان من اورلاندو في فلوريدا وايبيثا في إسبانيا وستقلع ثالثة... لكن ما زال التعطيل كبيراً"، مضيفاً:"نحاول إعادة فتح كل المطار في اقرب وقت ممكن". وأغلق مطار ليفربول شمال غربي انكلترا السبت بسبب سيارة مشتبه بها. أمن المطارات الأميركية وفي الولاياتالمتحدة، أكدت السلطات تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات الأميركية على خلفية"الحوادث الإرهابية"التي شهدتها بريطانيا في اليومين الماضيين. وبحسب المصادر، يأتي تعزيز الإجراءات الأمنية في خطوة احترازية، ولم يتم تلقي أي إشارة عن خطر وشيك. أسترالياوألمانيا وفي سيدني، أوصت الحكومة الأسترالية رعاياها المسافرين الى بريطانيا بتوخي اكبر قدر من الحذر. وجاء في مذكرة أصدرتها الخارجية:"نوصيكم بتوخي اكبر قدر من الحذر ومراقبة الحوادث التي تهدد بطبيعتها أمنكم في المملكة المتحدة بسبب الخطر المرتفع بحصول هجوم ارهابي". وأضافت"ان مستويات التأهب رفعت وتحض السلطات السكان للبقاء في حال تأهب دائمة". في غضون ذلك، قال ناطق باسم الداخلية الألمانية إنه لا تدابير فورية متوافرة لتشديد الإجراءات الأمنية في ألمانيا. كما أكد أن لا صلة معروفة تربط ألمانيا باعتداء غلاسكو او بالعثور على سيارتين مفخختين في لندن.