سقط أمس ثلاثة شهداء للجيش اللبناني وأصيب اخرون في مواجهات بين قواته ومسلحي تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد شمال البلاد. وفتح قناصة من مسلحي التنظيم النار على الجيش اللبناني عند المحور الشمالي المتاخم للقسم القديم من المخيم. وردت قوات الجيش بقصف مدفعي لما يعرف بالمخيم القديم حيث انكفأ مسلحو التنظيم بعد سيطرة الجيش على المخيم الجديد. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية ان المسلحين ردوا بإطلاق نيران الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية. وسجلت اشتباكات عنيفة على المحورين الجنوبي والشمالي لجهة الوسط في المخيم تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي المركز الذي نفذه الجيش وطاول لأول مرة مختلف أنحاء ومناطق واحياء وشوارع المنطقة الجغرافية التي تشكل المخيم القديم. وأدت الاشتباكات الى إصابات بين صفوف الجيش وفي صفوف مسلحي"فتح الإسلام". وذكر ان الهجوم الذي استهدف الجيش استخدمت فيه الأسلحة الصاروخية والمتوسطة إذ ان عدداً كبيراً من الجرحى أصيبوا بجراح ناتجة عن انفجار قذائفپ"بي-7". ودارت اشتباكات على المحور الجنوبي، حيث قصف الجيش بشكل مركز جنوب شمالي حي سعسع وصولاً الى البحر، وطاول قصف مدفعية الجيش محيط مساجد الجليل والتقوى والعودة. وأسفر استمرار المعارك عن سقوط شهيد ثان للجيش وقتيل من"فتح الإسلام". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصدر فلسطيني داخل المخيم ان أحد مسلحي تنظيم"فتح الإسلام"فجر نفسه فأصيب عدد من عناصر دورية الجيش بجروح، وارتفعت سحب الدخان من المواقع التي قصفها الجيش داخل المخيم. ومشطت مروحيات الجيش الناحية البحرية، في ظل رصد زوارقه لمختلف الشواطئ المحيطة بالمخيم. وشوهد الدخان يتصاعد من مختلف أرجاء المخيم خصوصاً حريق كبير للناحية الجنوبية باتجاه بلدة بحنين. وبقي الطريق العام بين عكار وبقية المناطق سالكاً بحذر. وجاءت الاشتباكات بعد يومين على اعلان الجيش اللبناني انه أنهى عملياته العسكرية على ان يبقي حصاره للمخيم الى أن يستسلم جميع مسلحي التنظيم. ولاحقاً نقلت وكالة"فرانس برس"عن ناطق باسم الجيش ان"ثلاثة جنود لبنانيين استشهدوا إثر انفجار لغم زرعه عناصر من"فتح الإسلام"في المخيم وان الجنود كانوا في عملية داخل أحد المواقع القديمة لپ"فتح الإسلام"وأن جندياً رابعاً أصيب إصابة خطرة وفي حال حرجة". وقال المتحدث العسكري:"لسنا على علم بقصة إسلامي فجّر نفسه من جهة، ومن جهة ثانية اعتقدنا في البداية ان الجندي قتل إثر إصابته برصاص قناص كمن له ما تبين لاحقاً انه خطأ". قيادة الجيش تنعى 3 عسكريين ونعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، ثلاثة عسكريين"استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم العسكري في مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشمال"، وهم: الرقيب أول الشهيد عياش حمد رستم مواليد 1968 عكار العتيقة ? عكار، العريف الشهيد لويس ابراهيم حرب مواليد 1983 رحبة ? عكار، والعريف الشهيد رامي سمير حمزة مواليد القلمون ? طرابلس. وذكرت قيادة الجيش في بيان"ان عناصر من تنظيم ما يسمى بپ"فتح الاسلام"المتمركزة في عمق مخيم نهر البارد، تستهدف مراكز الجيش من حين الى آخر برمايات القنص وبعض القذائف، وترد الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة وفي شكل مركز ودقيق، وتتابع في الوقت نفسه إجراءاتها الميدانية وتقوم بتنظيف الأبنية والشوارع من الألغام والافخاخ التي أدى انفجار أحدها الى استشهاد ثلاثة عسكريين وإصابة رابع بجروح خطرة". وحذرت قيادة الجيش"مجدداً من السماح لعناصر هذا التنظيم الإرهابي بإيجاد ملاذ آمن لهم بين المدنيين في المخيم، حيث يدفعهم ذلك الى التمادي في اعتداءاتهم على المراكز العسكرية، وتنبه في الوقت عينه، الى ان الرد الحاسم على مصادر النيران، سيكون أمراً لا بد منه، مما يوجب على أهالي المخيم اتخاذ وقفة شجاعة لئلا يكونوا ضحايا هؤلاء القتلة المجرمين الذين لا خيار أمامهم سوى تسليم أنفسهم للجيش لإحالتهم أمام القضاء المختص". مداهمة في طرابلس وفي طرابلس، داهمت عناصر من الجيش اللبناني منزل ع.ح. ومحله في محلة ابي سمرا وهو كان موقوفاً في الأيام الأربعة الماضية لدى مخابرات الجيش، وعثرت في المنزل والمحل الموجود تحته، على صواعق وأسلحة وقذائف"آر بي جي"وكمية كبيرة من الأسلحة المختلفة. وضرب الجيش طوقاً أمنياً للتحقيق وإجراء المقتضى. الوساطة وكان وفد"رابطة علماء فلسطين"الذي يقوم بالوساطة بين"فتح الإسلام"والسلطات اللبنانية لإيجاد مخرج لأزمة المخيم نقل عن الناطق باسم التنظيم المسؤول العسكري شاهين شاهين الذي التقاه عصر أول من أمس، تأكيده"ان المسلحين مصممون على احترام وقف لإطلاق نار الأحادي الجانب على أمل التوصل الى نهاية سعيدة"للأزمة، ولكنهم مصممون كذلك على الرد في حال فتح الجيش نيرانه عليهم، كما أعلن الشيخ مصطفى داود أحد أعضاء وفد الوساطة لوكالة"فرانس برس". وعقدت مجموعة من الرابطة لقاء مع الداعية فتحي يكن، فيما التقت مجموعة أخرى فصائل فلسطينية في بيروت، وجال بعضهم الآخر بجولات على القيادات السياسية. وأعلن المسؤول عن"دعوة الأمان"في طرابلس الداعية حسن الشهال انه اقترح تسوية لقضية"فتح الإسلام"تقضي بمحاكمتهم أمام محكمة شرعية إسلامية. واوضح الشهال انه زار مع وفد الرابطة أول من أمس، السفارة السعودية"لمناقشة وضع المخيم مع المسؤولين فيها ومن بين بنود الوساطة التي اقترحها والتي أمل من المملكة العربية السعودية أن تتبناها، تشكيل قوة فصل فلسطينية، بين الجيش وعناصر"فتح الإسلام"الذين يتوقفون عن إطلاق النار ويسلمون أنفسهم الى المحكمة الشرعية التي تتشكل من قضاة شرع لبنانيينوفلسطينيين وعرب". اجتماعات لإعادة إعمار المخيم وكان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة التقى أمس ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد ورئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي، وعرضوا أوضاع مخيم نهر البارد. وترأس السنيورة اجتماعاً مخصصاً للبحث في مخططات إعادة إعمار مخيم نهر البارد، في حضور ممثلين عن الأممالمتحدة. وفي المواقف، تخوفت"جبهة العمل الإسلامي"في بيان"من تجدد الاشتباكات في مخيم نهر البارد ومحيطه"، وحذرت"من حرب استنزاف طويلة الأمد وتكريس خطوط تماس في غير محلها".