فيما تصاعدت حدة الانتقادات من جانب الأقباط في مصر ضد وثيقة الفاتيكان، استؤنفت العلاقات بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، بوساطة من كنيسة الأرمن اللبنانية والتي كانت مجمدة منذ العام 1994 على خلفية اطاحة مطران الكنيسة الإثيوبية الانبا ثاؤفيولس من دون محاكمة كنسية. ورفضت الكنيسة المصرية الاعتراف بالإطاحة او ترسيم مطران جديد، ما أدى إلى قطع العلاقات بين الكنيستين. ووقعت الكنيسة المصرية أمس برئاسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إعلاناً مشتركاً للتصالح واستئناف العلاقات مع الكنيسة الاثيوبية برئاسة البطريريك بولس. واعلنت المصالحة في المقر البابوي في القاهرة برعاية بطريرك لبنان للأرمن الارثوذوكس الكاثوليكوس آرام الأول الذي قام بجهود وساطة بين الكنيستين القبطية والاثيوبية لإتمام المصالحة. وبموجب الاتفاق بين الكنيستين تستأنف العلاقات المجمدة منذ 1994 والتي تأثرت ببعض الاحداث ومنها النزاع على دير في القدس. ووفق بروتوكول التعاون المشترك سيتم تبادل ممثلي الكنائس في البلدين الى جانب تبادل الخبرات في التعليم الديني من خلال كليات اللاهوت. من جهة أخرى، خرج البابا شنودة عن صمته في ما يتعلق بالوثيقة الأخيرة التي أصدرها الفاتيكان عن أن الكنسية الحقيقية هي الكنيسة الكاثوليكية. وقال في حديث نشرته صحيفة"الأهرام"شبه الرسمية أمس أن بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر جرح بتصريحاته المتكررة المسيحيين وخسر كل المسلمين. وقال شنودة:"قرأت وثيقة"مجمع العقيدة والإيمان"التي صدق عليها بابا روما ووصف فيها الكنائس الارثوذكسية بأنها"كنائس معيبة"لأنها لا تؤمن برئاسة البابا كما وصفت الكنائس البروتستانتية بأنها"ليست كنائس حقيقية... إن بابا الفاتيكان يكسب أعداء في كل مرة. ففي تصريحاته الأولى قبل أشهر خسر المسلمين جميعاً، وعندما سافر إلى تركيا بعد هذه التصريحات لم يكن مرحباً به بل رفض كثيرون مقابلته وفرضت على تحركاته حراسة مشددة جداً. أما هذه المرة فقد خسر كثيراً من الطوائف المسيحية لأنه بدأ يُخطّئ في المسيحيين أنفسهم". واعتبر شنودة أن بابا روما يسير في طريق وبقية الكاثوليك يسيرون في طريق آخر، مشيراً إلى وجود علاقات بين الكاثوليك والانغليكان داخل روما. وقال إن الكاثوليك"انضموا إلينا في مجلس كنائس الشرق الأوسط ويمثلون أسرة من أسر مجلس كنائس الشرق الأوسط". وتساءل:"لو كانت كنائس الشرق الأوسط الارثوذكس والبروتستانت والانغليكان ليست كنائس بحسب وثيقة البابا فلماذا انضم الكاثوليك إلى هذا المجلس؟". كذلك رفضت الطائفة الانجيلية في مصر والشرق الأوسط برئاسة القس الدكتور صفوت البياضي، في بيان أمس،"وثيقة الفاتيكان"التي وصفت الطائفة الانجيلية بأنها ليست كنيسة وانما تجمعات دينية.