اكد الرئيس جورج بوش أنه مدرك لتدهور شعبيته في الولاياتالمتحدة لكنه لا يشعر بأي ندم بخصوص قراره شن الحرب على العراق التي تثير انتقادات متزايدة حتى في صفوف انصاره الجمهوريين. وقال بوش، الذي تتزايد عزلته سياسيا اثناء دفاعه عن استراتيجيته في العراق في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض مساء أول من أمس:"اعتقد انني مثل اي شخصية سياسية اخرى، الجميع يريد ان يكون محبوبا". واضاف الرئيس الاميركي بعد نشر تقرير موجه الى الكونغرس ويؤكد نتائج"غير مرضية"حول تقويم الوضع في العراق،"احيانا وبكل بساطة القرارات التي تتخذونها ونتائجها هي التي تمنعكم من ان تكونوا محبوبين". وتابع:"بعد قول وفعل كل شيء ان اتيتم يوماً لزيارتي في كروفورد مزرعته في تكساس عندما سأصبح عجوزا ومتعبا سيكون بامكاني ان اقول لكم: لقد نظرت الى نفسي في المرآة واتخذت قرارات مرتكزة الى مبادئ وليس الى سياسة انتهازية". وادت الحرب في العراق التي دخلت عامها الخامس وكلفت بلايين الدولارات واسفرت عن مقتل اكثر 3600 جندي اميركي، الى تراجع شعبية بوش الى مستوى يعد من ادنى المستويات في التاريخ الاميركي. وقال بوش انه اراد في البداية تفادي الحرب من خلال اللجوء الى ضغوط الاممالمتحدة لارغام العراق على التخلي عن اسلحة الدمار الشامل او التعرض ل"عواقب وخيمة"."انها كانت الرسالة، رسالة واضحة، الى صدام حسين. وهو اختار هذه الطريق الحرب. انه قراره". لكن الرئيس الاميركي لم يؤكد ان العراق لم يكن يملك مخزونات كبيرة من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية ولا برنامجا متقدما للاسلحة النووية كما كانت ادارة بوش تتهمه بها بشكل متكرر. الى ذلك اقر بوش، القائد الاعلى للقوات المسلحة، ببعض الانتقادات الرئيسية لاستراتيجيته وخصوصا الاتهامات القائلة إن القوات بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق لم تكن ملائمة بعد الاجتياح للتصدي لعدم الاستقرار والعنف الطائفي. وقال متسائلا:"أكان يتوجب علينا ارسال المزيد من الجنود عند بدء الاجتياح؟ حسنا لقد سألت الجنرال تومي فرانكس: هل نحن بحاجة لمزيد من الجنود؟"في اشارة الى المسؤول السابق للقيادة المركزية التي قادت عملية غزو العراق في اذار مارس 2003. واضاف بوش:"ان سؤالي الاساسي للجنرال فرانكس كان:"هل لديكم ما يتوجب للنجاح؟ هل لديكم ما ينبغي للنجاح بعد ان نجحتم في اطاحة صدام حسين؟ وجوابه كان نعم". وامام المعارضة المتنامية للاميركيين للحرب في العراق والانتقادات الصادرة عن جمهوريين نافذين كانوا حتى الآن من المؤيدين المتحمسين لاستراتيجية بوش، قال الاخير انه لن يتخذ اي قرار قبل صدور تقرير جديد من المفترض ان يسلمه الجنرال ديفيد بيترايوس قائد القوات الاميركية في العراق في ايلول سبتمبر المقبل. واكد بوش في هذا السياق"سأنتظر عودة ديفيد بيترايوس من العراق وتسليمنا التقرير حول تقويم الوضع. ثم سنستخدم التقرير للعمل مع الاعضاء الاخرين في اجهزة القيادة واعضاء الكونغرس من اجل اتخاذ قرار آخر ان تبين ان ذلك ضروري". وجاءت تصريحات بوش بعد تصويت مجلس النواب الاميركي الخميس على قانون يطالب بسحب القوات المقاتلة الاميركية من العراق في موعد اقصاه الاول من نيسان ابريل 2008، متحديا مرة جديدة الرئيس جورج بوش الذي يعارض تحديد اي موعد. وكان الرئيس بوش استخدم حقه في النقض على مشروع قانون مماثل يقترح تحديد جدول زمني لانسحاب حوالي 160 الف جندي اميركي ينتشرون في الوقت الراهن في العراق.