سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران تريد تجنيب لبنان التمزق لكنها مصرة على تعزيز موقع حليفها "حزب الله" . لقاء الفرقاء اللبنانيين ينطلق اليوم في فرنسا وكوشنير يحرك النقاش لاستكشاف آفاق الحوار
يبدأ اليوم في قصر لا سيل سان كلو، مؤتمر ممثلي الأطراف اللبنانية والمجتمع المدني اللبناني، برعاية وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وبرئاسته. ويعاون كوشنير فريقه المكون من مبعوثه الخاص السفير جان كلود كوسران ومدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية جان فيليكس باغانون ومستشاري الوزير كريستوف بيغو وايريك شوفالييه. ويفتتح كوشنير الاجتماع الذي يفتح بعد ظهر اليوم وينتهي مساء غد، بكلمة يعرض فيها هدف الاجتماع ويحدد عدداً من الاجراءات المتعلقة بسير الأعمال، داعياً اللبنانيين الى عدم التطلع الى الوراء والمعاتبة لأن هذا غير مجدٍ، بل التطلع الى مستقبل سلام وتعايش. ومن المتوقع ان يتحدث كل من المشاركين في الاجتماع باقتضاب نيابة عن الطرف الذي يمثله، ثم يبادر كوشنير بطرح أسئلة على المجتمعين، لاطلاق الحوار حول المواضيع الاساسية. وسيسأل كوشنير مثلاً عن موقف كل من المشاركين حول حكومة الوحدة الوطنية والرئاسة والعوائق التي تحول دون التوصل الى اتفاق حول هذه الأمور. وهناك أسئلة سيطرحها الوزير على المشاركين لكي تكون موضوع نقاش بينهم، خلال جلسات العمل، وأيضاً خلال أوقات العشاء والغداء، بحيث يتمكن من التوصل الى استنتاج حول ما اذا كان بامكانه تقريب وجهات النظر أم ان الحوار معطل. ومن المقرر ان تنتهي الجلسات، بمؤتمر صحافي يعقده كوشنير ويوضح فيه نتائج الحوار، مساء الأحد. وعلمت"الحياة"من مصادر لبنانية مطلعة على الاجتماع ان المشاركين فيه، تحكمهم ذهنية محاولة تحقيق بعض التقدم، ومحاولة وضع توصيات حول استمرار الحوار استناداً الى مجموعة عناصر منها حكومة الوحدة الوطنية وانتخاب الرئيس وصيغ لمتابعة الحوار في بيروت أو فرنسا. وأكدت مصادر وزارية لبنانية، انهم سيحاولون احراز تقدم لانجاح هذا المسار. الى ذلك، علمت"الحياة"ان زيارة كوسران طهران كان هدفها ان يشرح للايرانيين ما هو متوقع من لقاء سان كلو. وأثناء وجوده في طهران، أبلغ كوسران من قبل وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي بانزعاج"حزب الله"البالغ من تصريحات الرئيس الفرنسي التي تصفه بالارهابي، ولكن بعد التوضيح الذي قدمته فرنسا، قرر الحزب المشاركة في المؤتمر. ولدى الجانب الفرنسي الانطباع بأن ايران تريد تجنب خطورة توصل لبنان الى حكومتين وانقسام وتمزق دستوري، وانها لا تريد أي صراع سني - شيعي،"لكنهم مصرون على تعزيز موقع اصدقائهم في لبنان أي"حزب الله"، على ان تكون هناك في البلاد ديموقراطية بالتوافق، أي ان بامكان طائفة ما ان تتصدى للأخرى". وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة ان قراءة باريس لهذا الموقف مفادها ان ايران تريد البقاء قريبة من"حزب الله"قوي لكي يكون بمتناولها فتيل تشعله في خلافها المتصاعد مع الغرب حول الملف النووي. وتدرك باريس ان الحلف الايراني - السوري متين،"لكن المصالح حول لبنان و"حزب الله"ليست متطابقة دائماً، بل تختلف، خصوصاً ان هاجس سورية هو دفن المحكمة الدولية، فيما رغبة ايران الرئيسية هي التمسك بورقة"حزب الله"في خلافها مع الغرب". المشاركون ويشارك في لقاء سان كلو عن تيار"المستقبل"وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت والنائب نبيل دوفريج، وعن"حزب الله"نواف الموسوي والوزير المستقيل محمد فنيش، وعن حركة"أمل"محمود بري وعلي حمدان. ويشارك عن"اللقاء الديموقراطي"الوزير مروان حمادة والنائب أكرم شهيب، وعن"التيار الوطني الحر"النائب ابراهيم كنعان وسيمون أبي راميا، فيما يمثل النائب ميشال المر بابنته ميرنا. ويشارك عن المجتمع المدني كل من الوزير السابق غسان سلامة، جوزف مايلا، زياد بارود وكامل مهنا.