عمت التظاهرات انحاء باكستان أمس بدعوة من اتحاد المدارس الدينية وتحالف الأحزاب الإسلامية المعارضة، للاحتجاج على اقتحام الجيش الباكستاني"المسجد الأحمر"وجامعة"حفصة"في إسلام آباد وقتل المتطرفين فيها. وأعلنت السلطات حال الاستنفار الأمني في مدن إسلام آباد وروالبندي وبيشاور وكراتشي وكويتا وغيرها حيث انتشر عشرات من رجال الشرطة حول المساجد لمنع تحول تحركات المعارضة إلى أعمال عنف. وأكد قاري حليف جلندري الأمين العام لاتحاد المدارس الدينية وفاق المدارس إن الاتحاد سيواصل مهمة مدير"المسجد الأحمر"الشيخ عبدالرشيد غازي في محاربة الفساد والانحلال والرذيلة في المجتمع، وسيواصل المطالبة بفرض الشريعة الإسلامية في باكستان. وفيما وجهت قيادات دينية دعوات للثأر في مدينة بيشاور في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي المحاذي للحدود مع أفغانستان، حاصر الجيش منطقة هانغو في الإقليم ذاته غداة قتل مسلحين يشتبه في انتمائهم الى جماعة"تحريك نفاذ شريعة محمد"عناصر في الشرطة والجيش في سلسلة تفجيرات، علماً ان المدينة ذاتها شهدت دعوات للثأر من أحداث"المسجد الأحمر". وأيضاً، أحبطت الشرطة محاولة لتفجير مصرف في مدينة سركودها جنوب شرقي، حيث اعتقلت رجلاً لدى محاولته زرع قنبلة، قبل ان يعترف بأنه يسعى للانتقام ل"المسجد الأحمر". وفي مقابلة نشرتها صحيفة"ديلي تلغراف"البريطانية، أيدت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو اقتحام الجيش"المسجد الأحمر"، مؤكدة ان العملية"رسمت حدوداً"للتطرف الإسلامي. وقالت بوتو:"انها نهاية سياسة ملتبسة حيال الإرهاب أدت الى تشجيع الإسلاميين"، وطالبت بتوضيح سبب تحول المسجد الأحمر الى التطرف, مشددة على وجوب التحقق من نشاطات بقية المساجد والمدارس القرآنية في باكستان. وأعلنت بوتو ان المفاوضات مع الرئيس برويز مشرف للسماح لها بالعودة الى باكستان والمشاركة في الانتخابات"في طريق مسدود"، علماً انها كانت نددت الثلثاء الماضي بسياسة مشرف متهمة نظامه بأنه"عجز عن تحقيق وعده بإقرار ديموقراطية حقيقية، في وقت استغل مخاوف الأسرة الدولية في شأن الإرهاب". وفي الولاياتالمتحدة، انتقد أعضاء في الكونغرس دعم ادارة الرئيس جورج بوش"غير المشروط"للرئيس مشرف، متهمين الأخير بوضع الديموقراطية في خطر. وأكد البرلمانيون، خلال جلسة عقدت للاستماع الى مساعد وزيرة الخارجية ريتشارد باوتشر المتخصص في شؤون باكستان، ان مشرف وجه أنظاره الى مكان آخر فيما يزداد عدد عناصر تنظيم"القاعدة"وحركة"طالبان"يوماً بعد يوم. وشكك هؤلاء في قدرة مشرف على ضبط الوضع بعد عملية المسجد، ودعوا الى اعادة تقويم للسياسة الأميركية تجاه هذا البلد.