استعاد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أحداث حرب تموز الاسرائيلية على لبنان في الذكرى الأولى على حصولها من اجل"المراجعة لا من أجل اجترار الماضي وأحزانه وتوتراته". ورأى"ان الشعوب تُمتحَنُ في أزماتها وليس في أوقات استقرارها". وقال السنيورة في الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين في الذكرى، ان"أول الدروس التي يمكن استخلاصها، أننا في لبنان لا يمكنُ لنا أن نخطوَ إلى الأمام إلا بالتضامن في ما بيننا. وإن وقوف اللبنانيين معاً في مواجهة العدوان هو الذي أنقذهم، بينما اختلافُهُم على النتائج والمسبِّبات هو الذي أضعفهم. ومهما يكن من أمر التباين المشروع في الآراء والخلاف على السياسات، لا يتحمل لبنان تباعداً إلى حدود النزاع والقطيعة". وشدد على"أنّ التنوع اللبنانيَّ لا تحميه إلاّ الدولةُ الواحدةُ القادرةُ والعادلةُ والفاعلةُ في آن". ودعا الى عدم الاستغراق"في القطيعة والتباعد لأن ذلك يغذي الشك ويعظّمُه ويمعنُ في إفقادِنا الثقةَ ببعضنا بعضاً". وتوجه الى اللبنانيين في كل مدينةٍ وبلدةٍ وقريةٍ وبيت، بالقول:"أياً كان حجم الحملات التي تُشن ضد الحكومة، منذ استقالة الوزراء الستة والتي مازلنا، اليوم كما الأمس، نأسف لها ونرفضها وندرك حجم الخسارة الوطنية التي تسببت بها، فإننا عملنا ونعمل بصدق وبلا كلل، وفي ظروف بالغة القسوة، أن نكون حكومة كل اللبنانيين، ونسعى ونجتهد، بالموقف الصادق والعمل البناء، ملتزمين ميثاق الشراكة والعيش الواحد لنكون حكومة الإصغاء والحوار، حكومة تصون حقوق الجميع وتحترم التوازنات والخصوصيات وتدافع عن وحدة لبنان وحريته واستقلاله". وأعلن السنيورة انه يمُدَّ يده"إلى جميع إخواني في الوطن كي نعيد البحث في آليات التلاقي من أجل الحوار والنقاش والتفكر والتبصر في أمورنا". وشدد بحسب ما"علمتنا التجارب"على ان"ما من منتصرٍ في لبنان من خلال التنازع والتباعد. وحده الذي فكر وعمل للغلبة كان مغلوباً، إذ لا يقيمنا ويدعم بنياننا إلا الوحدة والتمسك بميثاقنا الوطني وعيشنا المشترك ودستورنا ونظامنا الديموقراطي". وقال:"أمامنا تحدياتٌ كثيرةٌ ، أولُها، استكمالُ ما هدمه العدوان الإسرائيلي وما لحق بنا من خسائر بسبب التصادم والتناحر الداخلي وبسبب ما يلحق باللبنانيين وكذلك بالفلسطينيين من خسائر جرَّاءِ عمل تلك العصابة الإرهابية في مخيم نهر البارد". وحدد التحدي الثاني بپ"استكمالُ تطبيق القرار الدولي 1701 الذي سمح بعودة الاستقرار إلى الجنوب بهمة جيشنا الوطني وعلى يده وبالتعاون والتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية الملتزمة معنا حمايةَ جنوبلبنان والحفاظَ على استقراره والعمل على تطبيق كامل النقاط السبع بما فيها تحرير الأراضي المحتلة واستعادة مزارع شبعا بوضعها تحت وصاية الأممالمتحدة". أما التحدي الثالث فپ"تطبيق البرنامج الذي وضعناه لإعادة إعمار ما هدَّمَهُ العدوّ، في الجنوب والضاحية والجبل والشمال بدعم أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم". أما التحدي الرابع فقال السنيورة انه"استكمالُ السير بتطبيق برنامجنا الإصلاحي الذي التزمنا به أمام مؤتمر باريس-3 والدول الشقيقة والصديقة التي هبت لمساعدتنا ووثقت بنا، تعزيزاً لإمكانات تطور اقتصادنا وتحسيناً لمستوى ونوعية عيش مواطنينا"، والتحدي الخامس"استكمال بناء مؤسساتنا العسكرية والأمنية الشرعية وفي طليعتها جيشنا الوطني وقوى الأمن الداخلي". وحدد التحدي السادس ب"العمل على تصويب العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وتحسينها على أساس رفض التوطين رفضاً باتاً التزاماً بما جاء في الدستور اللبناني. ويقتضي ذلك وضع حد نهائي لما جرى في مخيم نهر البارد حيث تمكنت عصابةٌ بعيدةٌ من القضية الفلسطينية بعدها من قيم الإسلام من اختطاف المخيم واتخاذ أهله رهائن والاعتداء في الوقت ذاته على الدولة اللبنانية، لذلك من الضروري التأكيدُ على الأخوة بين الشعبين والعمل على تأمين مستلزمات حياة كريمة للاخوة الفلسطينيين واستكمال الخطوات التي كانت الحكومة انطلقت بها مع التأكيد على سيادة سلطة الدولة والقانون على جميع الأراضي اللبنانية واللبنانيين والمقيمين من دون استثناء". ولفت الى ان سابع التحديات"بناءُ وفاقنا السياسي والعودة إلى مؤسساتنا الدستورية وإلى العملية السياسية الديموقراطية، لا سيما لجهة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة التي يحددها الدستور كي تعود إلى الدولة رئاسة فاعلة رامزة لوحدة لبنان وتطلعاته إلى المستقبل، وتكون ساهرةً على الدستور وحافظةً لمؤسساته وتوازناته وسلطاته ومتمسكة باستقلال لبنان وسيادته وتكون قادرة وبالتعاون مع الحكومة اللبنانية على نسج علاقات صحية وطنية، وإنشاء علاقات طيبة مع جميع الأشقاء العرب وفي مقدمهم الشقيقة سورية وهي علاقات يجب ان تقوم على الندية والاحترام المتبادل والتعاون الجدي لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين وكذلك إقامة علاقات صداقة وتعاون مع جميع أصدقائنا في العالم قائمة على الانفتاح والاحترام المتبادل". ودعا السنيورة الى الحرص"على انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري. ولنتوافَق على حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية أو أي تسمية شئتم. فالمطلوب أن نكون معاً، وأن نبقى معاً، وأن تستمر الشراكة التي بنيناها وتستقر". المفتي قباني وأكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن"لبنان ما انتصر على العدوان الإسرائيلي الأخير إلا بتكامل المقاومة مع الديبلوماسية اللبنانية الدولية". ورأى في بيان أصدره أمس، أن"أي فصام بين المقاومة والحكومة اللبنانية، كما هو حاصل الآن، يفقد لبنان واللبنانيين وهج هذا الانتصار، ويحقق أهداف العدو الإسرائيلي بتمزيق لبنان"، مجدداً دعوته إلى الوزراء المستقيلين"العودة إلى الحكومة، والمعتصمين في وسط العاصمة بيروت إلى إنهاء اعتصامهم، وعودة الجميع إلى ممارسة العمل السياسي من خلال المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بحسب الأصول، لينتهي خريف الفصام ويبدأ ربيع الوفاق اللبناني من جديد". قبلان ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في رسالته إلى اللبنانيين أن"لبنان يمر بعواصف عاتية وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم بالوقوف وقفة ضمير وثبات متحدين"، مؤكداً أن"المقاومة ليست إرهاباً ولا يمكن أن تكون كذلك، فهي تعبير عن رفض الظلم والاحتلال". وأمل بأن"يسهم لقاء سان كلو في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين ويفضي الى نتائج ملموسة تنهي الأزمة السياسية الراهنة".